لم تفاجئني زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لسيناء بالأمس، وجولته الميدانية في موقع الأحداث، ولقائه بجنود وضباط القوات المسلحة المرابطين هناك، والقائمين علي أداء واجبهم دفاعا عن مصر ضد كل من تسول له نفسه المريضة المساس بها، من الارهابيين وعصابات الدمار وجماعات الافك والضلال،..، أو غيرهم. ولست مبالغا إذا قلت أني كنت اتوقع هذه الزيارة وتلك الجولة من الرئيس، بوصفه القائد الأعلي للقوات المسلحة ومن واجبه ومسئولياته المتابعة والاطمئنان علي ارض الواقع، علي أحوال الجيش والقوات التي تخوض حربا شرسة ضد الإرهاب في سيناء دفاعا عن مصر وشعبها. ولكونه قبل ذلك ومن بعده، واحدا من رجالات القوات المسلحة وابنا من ابنائها، قضي عمره فيها، وكان قائدا عاما لها، حتي اختاره الشعب لمهمة قيادة الدولة ورئاسة الجمهورية،..، ولذا فإنه لا يستطيع إلا أن يكون بين رجاله وفي صفوفهم في خندق المواجهة الأول، وفي موقع الأحداث بعد الأداء البطولي والرائع الذي قاموا به في معركة الاربعاء الماضي ولقنوا فلول الإرهاب وعصابات الضلال وجماعة الإفك درسا لا ينسي. وفي زيارة الرئيس السيسي لسيناء، وجولته الميدانية بين الرجال وفي موقع الاحداث، العديد من الرسائل المهمة المقصودة والواضحة، لكل من يتابع ويعي ويدرك المعاني والمقاصد للوقائع والأحداث والتطورات الجارية بالمنطقة عموما وعلي أرض مصر علي وجه الخصوص في هذه الآونة بالغة الدقة والحساسية والخطورة ايضا. في مقدمة هذه الرسائل علي الاطلاق، رسالة للداخل المصري تقول بوضوح لكل المواطنين من أهل مصر، ولكل فرد من أفراد الشعب، أننا في حرب شاملة ضد الإرهاب الأسود وعصابات الدمار وجماعة الأفك والضلال، وإننا جميعا شعبا وحكومة ورئيسا نقف مع قواتنا المسلحة وشرطتنا الباسلة في هذه الحرب، وعلي الجميع أن يتصرف علي هذا الاساس ويعمل له. ورسالة للعالم أجمع تقول بذات الوضوح إن مصر كلها تخوض هذه الحرب الشرسة، وإنها مصرة علي الانتصار في هذه الحرب، ودحر فلول الإرهاب وهزيمة جماعات الافك والضلال والتكفير، الكارهين لمصر وشعبها والمتآمرين عليها. أما الرسالة الثالثة فهي موجهة لقوي البغي والضلال والافك، وفلول الإرهاب والدمار والقتل، تؤكد فيها مصر ورئيسها بكل القوة والعزم الأصرار علي المواجهة الشاملة وصولا إلي النصر واقتلاع جذور الإرهاب تماما من أرض سيناء والقضاء عليهم نهائيا،..، بعون الله ووحدة الشعب مع قواته المسلحة.