بعد إعلان السويسري جوزيف بلاتر تنحيه عن منصب رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» بعد انتخابه بأربعة أيام فقط لفترة ولاية خامسة مسيطراً علي كرسي الرئاسة منذ أكثر من عقد ونصف، وتحديداً منذ أن أطاح بالرئيس السابق جواو هافيلانج في انتخابات عام 1998، وذلك علي خلفية موجة عارمة من قضايا الفساد ضربت أكبر منظمة رياضية في العالم بعد رفع محكمة أمريكية دعاوي قضائية بشأن رشاوي ارتكبها عدد من المسئولين رفيعي المستوي، إضافةً إلي تحقيقات بشأن أحقية روسيا وقطر في الفوز بشرف تنظيم مونديال 2018 و2022 علي التوالي.. قرر عدد من أساطير الكرة القدامي الترشح للانتخابات المبكرة أملاً في الفوز بمقعد الرئيس، لتحقيق مزيد من النجاحات علي المستوي الإداري بعدما ظفروا بكل شيء وهم يركلون الكرة داخل المستطيل الأخضر، ومن أبرزهم النجم البرازيلي زيكو والأرجنتيني مارادونا، إضافة إلي البرتغالي لويس فيجو الذي ينتظر البعض إعلان ترشحه مجدداً للانتخابات المقبلة، وهو الوضع نفسه بالنسبة للفرنسي ميشيل بلاتيني الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي للعبة «يويفا».. ومن المنتظر أن يعلن عن موعد الانتخابات الجديد في اجتماع اللجنة التنفيذية للفيفا في مدينة زيورخ السويسرية المقرر له 20 يوليو المقبل. مارادونا دخل الأسطورة الأرجنتينية دييجو أرماندوا مارادونا في قائمة المرشحين لانتخابات الفيفا القادمة، بعدما كشف الصحفي الأوروجوياني فيكتور هوجو موراليس، الذي يقدم برنامجاً تليفزيونياً مع مارادونا، أن الأخير مرشح لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم.. مؤكداً أن مارادونا أبلغه بترشحه خلال اتصال هاتفي قام به الأول للثاني للاطمئنان علي صحة والده المريض. ونشر موراليس تغريدة علي حسابه الشخصي عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، قال فيها: «أبلغني مارادونا بأنه سينافس علي رئاسة «فيفا»، وخولني نقل هذا الخبر عنه».. مضيفاً في تغريدة أخري: «أنا مرشح، هاتان هما الكلمتان اللتان استخدمهما دييجو مارادونا للرد عليّ عندما سألته عن نيته الترشح لرئاسة «فيفا». يذكر أن موراليس ومارادونا يقدمان برنامجاً تلفزيونياً يدعي «دي زوردا» لشبكة «تي في بي»، ودأب مارادونا علي انتقاد «فيفا» ورئيسه المستقيل من منصبه جوزيف بلاتر بشكل علني وقوي. ورجح نيكولاس مادورو رئيس فنزويلا أن يصبح مارادونا الرئيس المقبل للفيفا. زيكو قرر زيكو نجم الكرة البرازيلية السابق وبصورة رسمية الترشح لخلافة بلاتر علي مقعد رئيس الفيفا، لكنه أقر في الوقت نفسه بأنه قد يحتاج لتغيير في القواعد ليتسني له استكمال سعيه.. لكن بموجب الميثاق الحالي للإتحاد الدولي فإن علي المرشحين لخلافة السويسري المستقيل الحصول علي دعم خمسة اتحادات وطنية تتمتع بعضوية الفيفا. وقال زيكو إنه لا يحظي حتي الآن بهذا الدعم ، كما أشار إلي نصيحة تلقاها من بلاتيني بالترشح أولا لرئاسة الاتحاد البرازيلي، لكن زيكو قال إن هذا مستحيل لأنه لا يملك دعم ثمانية اتحادات من الولايات وخمسة أندية.. مؤكداً أن الفرصة في انتخابات الفيفا أكبر منها في انتخابات الاتحاد البرازيلي، قائلاً: «الشيء المثالي أن يكون (الترشح) هنا في البرازيل، لكن لسوء الحظ، اللوائح لا تقف بجانب القادمين من خارج المؤسسة». وخاض زيكو وهو أحد أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم تجارب تدريبية في البرازيل واليابان وتركيا وروسيا واليونان، كما سبق وشغل منصب وزير الرياضة في بلاده. فيجو كان أسطورة كرة القدم البرتغالي «لويس فيجو» أحد المرشحين لرئاسة الفيفا خلال الانتخابات الأخيرة التي أجريت ، وفاز بها بلاتر مجدداً قبل إعلانه الإستقالة والدعوة لإنتخابات مبكرة لإنتخاب رئيس جديد، وذلك نظراً لعدم تقدم «يويفا» بمنافس قوي لبلاتر، إلا أن فيجو الفائز بجائزة أفضل لاعب في العالم مرتين وشارك في 127 مباراة دولية مع البرتغال أعلن انسحابه رسميا قبل أيام قليلة من إجراء الإنتخابات التي فاز بها بلاتر.. ويأمل رئيس الاتحاد البرتغالي لكرة القدم فرناندو جوميش إعلان فيجو الترشح مجددا لرئاسة الفيفا ، قائلاً في بيان: «إن ترشح فيجو المحتمل لرئاسة الفيفا، خلال الانتخابات الجديدة يعد قرارا فرديا يعود حسمه إلي لويس». بلاتيني تسعي العديد من الاتحادات الكروية لدفع الساحر الفرنسي السابق ميشيل يلاتيني لإعلان ترشحه لرئاسة الفيفا، حيث يجدون فيه مثالاً ناجحاً لإدارة الفيفا وتطهيره من الفساد الذي استشري به، بعدما قدم أفكاراً وطور بأسلوب متميز الإتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي يشغل منصب رئيسه حالياً، إضافة إلي إظهاره مقومات جيدة لرجل بمقدوره الوصول بالاتحاد الدولي للعبة إلي بر الأمان، لما يمتلكه من دبلوماسية وجرأة وشخصية قوية، ولكن بلاتيني الذي رفض الترشح في الإنتخابات التي فاز بها بلاتر لا يزال يفكر في تلك العروض وهذا الدعم وبالتحديد من الاتحادات الوطنية في القارة العجوز.