في افتتاح دار الوثائق القومية بالفسطاط قبل أسابيع، بدا حلمي نمنم (رئيس دار الكتب والوثائق) خارج المشهد تماما، يقف بعيدا وسط جمهور الحاضرين، بينما مراسم الافتتاح بحضور الشيخ سلطان القاسمي (حاكم الشارقة) والمهندس إبراهيم محلب (رئيس الوزراء) ود.عبد الواحد النبوي (وزير الثقافة) وعدد من الوزراء والضيوف.. يومها قلت إن حلمي نمنم، ليس فقط خارج المشهد، ولكن خارج الوزارة كلها...!! وبالفعل بدأت حرب تكسير العظام بوزارة الثقافة.. بإنهاء ندب بعض القيادات (تصحيحا لاختيارات خاطئة، بعضها يخالف الشروط واللوائح ) د.عاصم نجاتي (مديرالمركز القومي للمسرح) ود.أماني يوسف (مدير مسرح الهناجر) ود. محمد عفيفي (أمين المجلس الأعلي للثقافة).... وهناك طابور آخر من قيادات الوزارة، في انتظار عدم التجديد له، بعد أن أعلن وزير الثقافة (أنه لن يقوم بالتجديد لمن تنتهي فترة انتدابهم) ! وهم د.أحمد مجاهد (رئيس هيئة الكتاب)، محمد عبد الحافظ ناصف (رئيس هيئة قصور الثقافة)، د.أنور مغيث (رئيس المركز القومي للترجمة )، حلمي نمنم (رئيس دارالكتب والوثائق)، د.طارق النعمان (رئيس الإدارة المركزية للوثائق).. وجميعهم قام بندبهم د. جابر عصفور (وزير الثقافة السابق) بمنطق أهل الثقة، لا أهل الخبرة !!.. ومشكلة القيادات في وزارة الثقافة، مشكلة مزمنة، وهي موضع صراع ونزاع وصخب.. فالقيادات جميعهم منتدبون من جهات عمل أخري (خارج وزارة الثقافة) وأظنه شكلا من أشكال الضغط والسيطرة، بحيث يمكن الإطاحة بالمسئول، وإنهاء ندبه في أي لحظة... منطق لا يسمح بالجدية الواجبة، والعمل المسئول، بقدر ما يسمح بالحرص علي تحقيق المصالح والمكاسب.. وهو ما يفسر سعي البعض بكل الطرق (حتي إراقة ماء الوجه) من أجل التجديد له، والإبقاء عليه، في مشهد بات صغيرا جارحا.