سر المهنة فى الأنامل الدمياطية وصل الغزو الصيني إلي آخر ما تبقي من صناعة الاثاث الدمياطي وهو فن الاويما الذي تبدعه الانامل الدمياطية فانتشر في البداية عن طريق ماكينات شق وصناعة الاخشاب مرورا بالابلاكاش الصيني إلي انه هذه المرة اقترب من الانامل الدمياطية التي تميز هذة الصناعة العريقة في دمياط عن كل دول العالم حيث انتشرت ماكينات الاويما الصيني في معظم انحاء محافظة دمياط فالتاجر يهمه في المقام الاول ان يحقق ارباحا عن طريق انجاز عمله ثم طلائه وبيعه إلي الزبون .. سرعة هذه الماكينات جعلتها تنتشر في كل مراكز المدينة مما أدي إلي اغلاق بعض العمال الدمياطية لورشهم بسبب وقف الحال فالانامل الدمياطية تواجه الماكينات الصينية في معركة النفس الاخير . «الاخبار» انتقلت إلي محافظة دمياط وتجولت بين ورش الاويما ورصدت مأساة انهيار صناعة دمياط العريقة وحاولت الاجابة علي السؤال هل سينتصر الغزو الصيني علي الاثاث الدمياطي ؟ ام ستعود الانامل الدمياطية لتمارس هوايتها الابداعية في رسم قطع خشبية تبهر العالم كما عودتنا وتتصدي للماكينات التي تهدد اهم ما يميز قلعة الاثاث وهي ماكينات الاويما ونقلت إلي الدكتور اسماعيل طه محافظ دمياط ما يريده العمال لكي يتم انعاش هذه الصناعة العريقة .. التفاصيل في السطور التالية: البداية كانت مدينة دمياط وتحديدا في الشوارع الضيقة الخلفية التي تسبق شارع عبد الرحمن معقل ، صناعة الاثاث في دمياط حيث اغلقت بعض ورش الاويما وهو فن الرسم وابداع القطع الخشبية ابوابها وتحولت إلي محلات للعصائر والمثلجات والبعض الاخر من اصحاب ورش الاويما مازال يتمسك بالامل فالشوارع التي كانت تعمل منذ الساعة السابعة صباحا لم يتواجد فيها احد , فالشوارع التي كانت تكتظ بالعمال منذ السابعة صباحا لم يعد فيها الا بعض العمال وكأن مبنع تصنيع الاثاث الذي تصدره قلعة الاثاث الاولي في العالم تحول إلي شارع مهجور رحل عنه معظم ورش الاويما واصبح شعار الشوارع «خراب يا دمياط «فمدينة دمياط احد اكبر القلاع الصناعية في العالم في صناعة الاثاث والموبيليا تشهد حاليا اغلاق اكثر من 4000 ورشة في هذه الفترة وتشريد اكثر من 10 الاف عامل وقد يتزايد العدد في الفترة القادمة اذا لم تتدخل الدولة لحماية دمياط من هذه الظاهرة التي قد تهدد بفقد عرش «الدمايطة» في صناعة اشتهروا بها ووصلوا من خلالها إلي الاسواق الاوروبية واحتلوا مراتب متقدمة في المنافسة مع منتجات الدول , شبح الاغلاق فيروس الاغلاق اصاب ورش المحافظة ،اقتربنا من بعض العمال الذي يمسكون بالشاكوش والازميل وينحتون القطع الخشبية المميزة التي تبهر كل من يشاهدها ودخلنا إلي داخل ورشهم الصغيرة التي لا تتجاوز المترين في مرتين فعندما تضع قدمك داخل الورش تجد الصنايعي الدمياطي ممسكا بعدته الشهيرة ينظر إلي القطعة الخشبية ويقوم بحفرها بنوع من المهارة وعندما تتحدث معه تجده قد يحدثك وهو ممسك بعدته حتي لا يضيع الوقت فاقتربنا من محمد علي عامل اويمجي لنحدثه عن احوال فن الاويما في ظل هذا الغزو الصيني فيقول محمد البغدادي بنبرة صوت حزين منذ انتشار الماكينات الصينية اصبحنا الان لا نجد اي اربع قطع خشبية نقوم بحفرها علي مدار اليوم وبسعر 5 جنيهات للقطعة مشيرا إلي ان قبل انتشار هذة الماكينات كان يقوم بحفر 12 قطعة كل يوم وبسعر 10 جنيهات للقطعة الواحدة مؤكدا ان منذ انتشار هذا الغزو الصيني وقد قام العديد من اصدقائه باغلاق ورشهم والاتجاه إلي مجال تربية الدواجن او انتاج الجبن مضيفا انه يري ان اعادة احياء صناعة الاثاث الدمياطي من جديد تبدأ في مراقبة الحكومة للمستوردين ومنعهم من استيراد تلك الماكينات كما ينبغي تخفيض الضرائب علي اصحاب الورش والمحلات حتي يتسني لهم شراء المواد الخام وسداد مديوناتهم, فضلا عن صدور قرارات فورية بمنع دخول الماكينات الصيني إلي دخلت إلي البلد ومنع استيرادها حفاظا علي الصناعة الوطنية. خراب بيوت يقول محمد رمضان وصفي عامل اويمجي ان الاويما مهنة لم تعد «تجيب همها « مؤكدا ان دمياط تشهد الان اصعب فتراتها فهي حاليا تسير إلي الوراء مشيرا إلي ان التجار الآن اصبحوا ينظرون إلي رخص القطع الخشبية المميزة حتي تتناسب مع الزبائن التي تحضر إلي دمياط من جميع انحاء الجمهورية وبالتالي فهم الآن يعتمدون علي ما تنتجه الماكينات الصينية من اجل تحقيق ارباح سريعة فمن يأتي للبحث عن «عفش « الحياة الزوجية يرغب في شراء «عزال «رخيص الثمن مؤكدا ان المستوردين خربوا بيتنا وشردوا عمالنا وزودوا مديوناتنا. «سرحت» العمال «مش عارفين نأكل عيالنا» بهذه الكلمات التقط طرف الحديث عمرو كراوية صاحب احدي ورش الاويما والذي اكد لنا انه كان يعمل عنده 7 عمال اويما بالاضافة إلي 3 من الاطفال في فترة الاجازة الصيفية ولكن بعد انتشار الغزو الصيني لدمياط قام بتسريح 5 عمال وقام بتشغيل طفل واحد منذ بداية الاجازة الصيفية منذ اسبوع مؤكدا انه يفكر جديا في اغلاق ورشته لانها اصبحت عبئا عليه واصبحت الاسعار نار ولانه لم يعد بمقدورها شراء هذه المواد الخام بل ان بعض الورش اصحابها مهددون بالوقوع في فخ السجن بسبب مديونياتهم للمستوردين. احذر الغش ويقول احمد حسن عامل اويما وهو يضرب كفا علي كف «خلاص مهنة الاويما اللي ورثناها ابا عن جد خلاص بتنتهي» مشيرا إلي ان التجار اصبحوا يلجأون إلي القطع الخشبية الصينية لانها رخيصة الثمن بالاضافة إلي ان الزبون لا يعرف الفرق بين المنتج الصيني والدمياطي لانه «الدهان يغطي «الخامة» مؤكدا ان بعد شرائه الاثاث الدمياطي وعندما يقوم بتحريكه بعد فترة يجد ان الورود الموجودة تنكسر وتجد «بودرة» خفيفة تقع علي الارض وهو ما يؤكد ان تلك القطع الخشبية صناعة صينية لان ما تنتجه الانامل الدمياطية يكون من الخشب «الزان الاحمر» الذي يصعب تكسيره واذا اتكسر لا تجد اي بودرة علي الارض مضيفا ان علي الزبون الذي يتوجه إلي شراء اي غرف نوم او صالونات ان يضرب بيده علي تلك الورود الموجودة حتي يتاكد من كونهاخشب زان وليست صيتي.