محمد صاحب الأصابع الذهبية يرسم فن « الأويما» على احدى القطع الخشبية داخل ورشة صغيرة جدا بشارع بقرية ميت الشيوخ بمحافظة دمياط أشهر مدينة مصرية لإنتاج وبيع الأثاث كان محمد الدسوقي يقف منهمكا وأمامه قطعة من الخشب.. يحمل أزميله ويدق عليه بمطرقة خشبية حيث يقوم بالحفر علي الخشب ليشكل اجمل الاشكال الخشبية وهو ما يعرف بفن «الأويما» وهي الفن الذي تنتجه الانامل الذهبية الدمياطية سألناه عن طبيعة عمله اليومية وتأثير ماكينات الاويما الصينية علي هذة المهنة العريقة.. فقال محمد صاحب الثلاثين عاما إنه يعمل في هذه المهنة منذ كان عمره 10 سنوات أيام كانت قيمة الأثاث تتحدد بما تحمله من «الأويما» وكان سعر حجرة النوم أو حجرة السُفرة يُحدد علي أساس حجم ما تم فيها من حفر أشكال جمالية.. مؤكدا ان الحفر في الخشب يكون حسب الرسومات المحددة من قِبل أصحاب المعارض الذين يعرفون توجهات الزبائن وطلباتهم مضيفا أنه يستيقظ في الساعة السادسة صباحا كل يوم ليؤدي صلاة « الصبح « ثم يقوم بالافطار علي احد المقاهي ثم يتوجه إلي « الورشة» ليبدأ عمله في حفر القطع الخشبية التي قد يستغرق كل سنتيمتر فيها أياما وليالٍي وهذا يتطلب دقة عاليةومهارة فائقة يكتسبها الاويمجي من خلال عمله منذ الصغر في الورش وهناك اشخاص يهربون من المهنة منذ البداية لكن الغاوي ومن لديه حس فني يتحمل ويصبر حتي يتقن العمل ويتفوق فيه . فقطعة واحدة من الخشب لا تزيد علي متر قد يستغرق العمل فيها نحو 10 أيام من الصبروالتركيز لان اي خطأ في اي لحظة من مراحل العمل يضيع ماسبق تنفيذه علي مدي ايام. وعندما تطرقنا إلي الحديث عن ماكينات صناعة الاويما الصينية ومدي خطورتها علي مهنته قال: ان هذه الماكينات لا تستطيع منافسة او محاربة مهنتنا لانها تقدم منتجا شكليا ومسطحا لاروح فيه ولا تستطيع انتاج ما نصنعه نحن بأناملنا من مهارة في تشكيل الاخشاب خاصة النواعم والتخازيق فمثلا لاتستطيع تلك الماكينات ان تصنع وردة بشكلها الخارجي وتجويفها كما لا تستطيع ان تقوم بتصنيع مخدع للكراسي أو الفوتيهات مضيفا ان الاويما تعد من الحرف الأساسية المنتشرة في جميع شوارع وحارات وأزقة مدينة دمياط والأويمجي يشعر بأهميته وهو يقوم في العادة بتوزيع العمل علي الصنايعية في وجود صبية يتعلمون لان الأويما فيها فن وابتكار وكل أويمجي يحاول تجويد وتطوير الصنعة لكن هذا لاينفي تأثيرالماكينات علي مهنة الاويمجي والدليل ان هناك أكثر من الف أويمجي في دمياط مهددون بالبطالة بسبب عشرات الماكينات التي ظهرت في ورش دمياط مؤخرا لتكون بديلا عن حرفتهم التي توارثوها عن أجدادهم!! بالاضافة إلي انها ساهمت في تخفيض اجرة الاويمجي من 120 جنيها في اليوم إلي 70 و60 جنيها احيانا بسبب اتجاه التجار إلي هذه الماكينات لضمان سرعة تنفيذ «الشغل» المطلوب منهم. اما عن المواصفات التي يجب ان تتوافر في « الاويمجي « يقول انه فيمن يمارس هذه المهنة أن يكون علي جانب من الذكاء وأن تكون له ميول فنية.. سليم الجسم قوي البنية لأن هذه المهنة تعتبر يدوية وتعتمد علي قوة عضلاته وأن تكون أطرافة سليمة ليس بها أي عجز أو تشوهات وأن يكون قوي الإبصار وملما بالكتابة أو القراءة ولديه الاستعداد لتعلم وممارسة هذه المهنة. وحول مطالبه من الحكومة قال نحن كشباب نقدر طبيعة المرحلة ولا نطالب بأي وظائف و لكن نطالب بطرح وحدات سكنية اقتصادية حتي نستطيع الزواج لان الايجارات الجديدة عالية جدا وفوق قدرة اي شاب.