الأويمة هى حرفة الحفر على الخشب، وتعتبر من أهم الحلقات فى مراحل صناعة الأثاث فى محافظة دمياط ، والأويما هى التى حافظت على تميز الأثاث الدمياطى عبر الأجيال والتى تناقلت تلك الحرفة وتوارثتها "أباً عن جد "، والأويمجى بلمساته الفنية اليدوية هو الذى أكسب الأثاث الدمياطى الميزة التنافسية على مستوى العالم، وفى المعارض الدولية للأثاث حيث تعتمد الدول الشهيرة بصناعة الأثاث على الميكنة ومن ثم يغلب على منتجاتها النمطية والتشابه ، فالأويمجى الدمياطى تأتيه قطعة الخشب فيقوم بالرسم عليها سواء من خياله أو الاعتماد على " طابعات " وبلمسته اليدوية تتحول تلك القطعة إلى ما يمكن أن نسميه بلوحة فنية رائعة. وظلت هذه الحرفة فى أمان دون أى مشاكل إلى أن تسللت إلى دمياط ما تسمى بماكينات الأويمة ، وهذه الماكينات تؤدى إلى نمطية الإنتاج وبدأت الميزة التنافسية تتعرض للخطر فضلاً عن أن المئات من الأويمجية تم الاستغناء عنهم واضطروا إلى إغلاق ورشهم ليواجهوا مشكلة البطالة وانقطاع أبواب الرزق دون تحرك من الأجهزة المعنية لحل هذه المشكلة ، كما تجلت الخطورة فى عدم تعلم وإتقان أجيال جديدة من صناع الأثاث بدمياط لأصول تلك الحرفة، ومما يذكر أن الوفود الصينية التى كانت تزور محافظة دمياط لم تركز على زيارة المعارض التى يعرض فيها المنتج النهائى " وإنما كان هناك إصرار منهم على زيارة ورش الأويمجية وكان الوفد يحمل معه كاميرا لتصوير الأويمجى وهو يقوم بعمله داخل الورشة ، وإذا كانت الصين قد نجحت فى نقل جميع الصناعات فى العالم وتقليدها ، إلا أنها فشلت فى نقل وتعلم الأويمة الدمياطية ، وكانت هذه محاولة للقضاء على الميزة التنافسية للأثاث الدمياطى والتى كانت تواجه الأثاث الصينى فى المعارض والأسواق العالمية وتتفوق عليه، إلا أن الدمايطة حاليا يذبحون تلك "الدجاجة التى تبيض لهم ذهباً "بسكين الإهمال و اللامبالاة " وأصبحت تلك المهنة مهددة بالانقراض حيث يتعرض الأثاث الدمياطى لخطر الميكنة والنمطية فى الإنتاج ويفقد ما كان يتميز به من لمسة يدوية بإبداع أنامل الأويمجى الدمياطي وكأنه نحات أو فنان يقوم بنحت لوحات فنية على الخشب ، وقد تكون هذه صرخة للمسئولين عن صناعة الأثاث بدمياط كى يصحوا من سباتهم العميق ويبدأوا فى التحرك لمواجهة إخطبوط الميكنة.