يستعد السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، لزيارة المملكة العربية السعودية الأسبوع المقبل خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرسمية للبلاد. وتأتي تلك الزيارة بالتزامن مع اجتماع الجمعية العمومية لفيفا السنوي بمشاركة الاتحادات الوطنية ال211 الأعضاء في الاتحاد، والتي ستقام في باراجواي. ومن غير المسبوق في العصر الحديث أن يغيب رئيس فيفا عن أي جزء من برنامج مؤتمره الذي يستمر لعدة أيام، حيث يجتمع ناخبو فيفا في الهيئات القارية الست لكرة القدم قبل الاجتماع الرئيسي الذي يطلق عليه غالبا اسم برلمان الرياضة. وذكر فيفا في بيان: "قبل رئيس الفيفا دعوات لحضور سلسلة من الفعاليات المهمة مع قادة العالم، حيث سيتم أيضًا مناقشة بطولات كأس العالم". ومن المتوقع أيضا أن يزور إنفانتينو قطر، الدولة المضيفة لكأس العالم 2022، والتي تعد أيضًا ضمن جدول جولة الرئيس الأمريكي في الشرق الأوسط. وتوطدت العلاقات الوثيقة بين إنفانتينو وترامب والتي بدأت منذ فترة ولاية الرئيس الأمريكي الأولى، وذلك بعد حوالي عشرة اجتماعات عُقدت بينهما منذ ديسمبر الماضي، بما في ذلك اجتماعهما أول أمس الثلاثاء في البيت الأبيض مع فريق عمل للإشراف على الخطط الفيدرالية لمونديال 2026 الذي تستضيفها الولاياتالمتحدة وكندا والمكسيك. كما يلتقي رئيس فيفا بشكل منتظم مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي ستستضيف بلاده كأس العالم للرجال عام 2034. وقد ساعد إنفانتينو في توجيه حقوق الاستضافة إلى المملكة العربية السعودية في تصويت بالتزكية في ديسمبر الماضي. ومن المتوقع أن يعود إنفانتينو من الشرق الأوسط في الوقت المناسب لحضور مؤتمر فيفا يوم الخميس القادم، وهو آخر اجتماع لجميع أعضاء فيفا قبل مشاركتهم في كأس العالم 2026. كما يعتبر هذا هو أول اجتماع لهم معًا منذ ما قبل التصويت عبر الإنترنت قبل ستة أشهر والذي أكد حصول ملف السعودية على استضافة مونديال 2034، وكذلك منح شرف تنظيم مونديال 2030 لكل من إسبانيا والبرتغال والمغرب، بالإضافة إلى إقامة مباراة واحدة بكل من في باراجواي والأرجنتين وأوروجواي. كان من المقرر أن يصل إنفانتينو يوم الثلاثاء القادم إلى أسونسيون، عاصمة باراجواي، لرئاسة اجتماع مجلس إدارة فيفا، وتم تقديم الاجتماع الآن أربعة أيام حيث تقام جلسة عبر الإنترنت غدا الجمعة، لمنح الفرصة أمام إنفانتينو للقيام برحلته الجيوسياسية التي يبدو أنه يستمتع بتفاصيلها على حسابه على إنستجرام. ودائما ما أكد إنفانتينو وفيفا على ضرورة الحفاظ على علاقات جيدة مع إدارة ترامب لضمان سلامة ونجاح مونديال 2026، الذي يضم 48 فريقًا وتستمر فعالياته لمدة 6 أسابيع. وقد اختار ناخبو فيفا ملف أمريكا الشمالية عام 2018 عندما دعمه الرئيس ترامب، في ولايته الأولى آنذاك. ورغم ذلك، لم تعقد أي اجتماعات رسمية بين إنفانتينو والرئيس الأمريكي السابق جو بايدن خلال فترة ولايته التي استمرت 4 سنوات وانتهت في يناير الماضي، وقد التقطا صورة معًا في عام 2022 في اجتماع مجموعة العشرين في مدينة بالي بإندونيسيا. وأقام إنفانتينو علاقات سياسية ومالية وثيقة بين الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والمملكة العربية السعودية وولي عهدها محمد بن سلمان منذ ما قبل كأس العالم 2018 في روسيا. ويستعد إنفانتينو، بالتزامن مع زيارة مندوبي فيفا إلى باراجواي يوم الثلاثاء القادم، لحضور منتدى استثماري سعودي أمريكي بالعاصمة السعودية الرياض، حيث تُدرج مشاريع كأس العالم على جدول الأعمال. وتنفق المملكة العربية السعودية مئات المليارات من الدولارات على الملاعب، بالإضافة إلى مشاريع ضخمة لتطوير المدن ووسائل النقل استعدادًا للبطولة. وسبق لإنفانتينو أن حضر مؤتمرًا مماثلاً في ميامي بيتش في فبراير الماضي، حيث جلس مع صهر ترامب، جاريد كوشنر، وإيلون ماسك، ومسؤولين سعوديين. وكان من بينهم سفيرة المملكة لدى الولاياتالمتحدة، الأميرة ريما بندر آل سعود، ومحافظ صندوق الثروة السيادية السعودي، ياسر الرميان. أعرب مسؤولو كرة القدم سرًا عن قلقهم إزاء تركيز إنفانتينو المتزايد على السياسة العالمية بقدر تركيزه على الرياضة وإدارته لفيفا. من جانبه، كشف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) اليوم الخميس أنه "تم إبلاغنا بتعديل موعد اجتماع المجلس" إلى هذا الأسبوع. وأضاف "مع ذلك، نفضل عدم التعليق على الأسباب، ونقترح توجيه أي استفسارات إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)". ويزور الرئيس ترامب المملكة العربية السعودية بالإضافة إلى قطر وأبو ظبي عاصمة الإمارات العربية المتحدة، فيما كان مخططًا له في الأصل باعتباره أول رحلة خارجية منذ توليه منصبه للمرة الثانية في يناير الماضي.