عزيزي القاريء.. إذا كنت تتوقع أي أثر إيجابي للتأكيدات التي قدمها الدكتور الطيب شيخ الأزهر للرئيس السيسي أثناء لقائهما والذي تم مؤخرا بالسعي لتغيير الخطاب الديني، وأيضا إذا كنت تتوقع أي أثر إيجابي للمؤتمر الذي عقده وزير الأوقاف مؤخرا برضه من أجل تغيير الخطاب الديني، فيؤسفني أن أقول لحضرتك اتفضل حضرتك وشيل سقف طموحاتك وركب لك مكانه فرخ ورق مخروم وكمان شيل حيطة الأمل عشان حنفتح دلوقت الوكسة عالخيبة وحيبقوا أوضة واحدة.. ليه ؟.. أقول لك ليه.. لقد جاء خبر مقابلة الرئيس لشيخ الأزهر في جميع وسائل الإعلام مفصلا في يومه التالي من خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده وكيل الأزهر وقال فيه إنه قد تم بالفعل تعديل وتطوير المناهج الدراسية لجميع طلاب المعاهد الأزهرية، وأن تلك المناهج الجديدة ستكون في أيدي الطلاب مع بداية العام الدراسي المقبل، وقال أيضا أن الدكتور الطيب عرض علي الرئيس كل جهود الأزهر بالمجالات التعليمية والدعوية لتصحيح الخطاب الديني وأن الرئيس قد أكد دعمه الكامل لشيخ الأزهر وجهوده الإصلاحية من أجل الاستمرار في عملية التطوير.. أما مؤتمر وزير الأوقاف فكما شهدنا جميعا لم يسفر إلا عن وثيقة بشوية توصيات كالمعتاد ودمتم والسلام عليكم ورحمة الله.. لكني أسألك عزيزي القاريء هل شهدت أو سمعت أحدا من المسئولين في تلك المؤسسات الدينية يتحدث بالتفصيل عما تم تعديله وتطويره من المناهج التعليمية والدعوية كما أعلنوا وأكدوا علي الملأ ؟ طبعا ما حصلش.. طب قام أحدهم بالشرح التفصيلي للمناهج المعدلة كانت إيه وبقت إيه، برضه ماحصلش، طب هل ممكن يحصل ؟.. أعتقد إن ده اللي مش ممكن أبدا.. الأمر الذي يفقد القضية من أساسها عندي أي مصداقية.. حتقول لي لأ ممكن، حاقول لك طب يا تري هل طال التعديل المزعوم كتب الفقه المقررة علي المرحلة الثانوية في المعاهد الأزهرية والتي تحمل في الكثير من موضوعاتها قنابل موقوتة كفيلة بصنع أجيال وراء أجيال من حملة الفكر الإرهابي.. ولماذا تركوها أساسا في أيدي طلاب الأزهر قرونا طويلة يدرسونها وكأنها قرآن، هذه الكتب التي تنتمي إلي زمن لم يعد موجودا وتورد تفاصيل دقيقة عن أشياء غريبة علي الواقع الثقافي والحضاري الذي نحياه، ككتاب الإقناع مثلا وكذلك كتاب الفروع وكتاب الإختيار لتعديل المختار في الفقه الحنفي وغيره الكثير.. طيب بلاش ده وده ماذا فعلتم يا تري إزاء أحاديث السيف والأمر بقتال غير المسلم المفتراة علي النبي عليه الصلاة والسلام ؟ وما الأمر كذلك بالنسبة لما يقال إنها أحاديث وهي ليست بأحاديث تلك التي تحرض علي التمييز وكراهية الآخر، طب والحديث النكتة بتاع إرضاع الكبير هل حذفتموه أم أبقيتم عليه تمسكا بجواز قيام المسلمة بإرضاع الرجل الغريب عنها لكي يستطيع أن يدخل ويخرج عليها كما يشاء ( شفتم مسخرة أكتر من كده ؟ )، ويا تري هل قمتم بحذف القصص الخرافية التي تحكي عن أباطيل تتناقض كلية مع كتاب الله مثل وفاة النبي عليه الصلاة والسلام من أثر سم وضعته له سيدة يهودية في الطعام بينما قال الله له « فإنك بأعيننا «، « والله يعصمك من الناس «، وأيضا القصة العجيبة التي تروي عن قيام سيدنا موسي بفقء عين ملك الموت عندما جاءه ليقبض روحه رغبة من سيدنا موسي بالحياة لمدة أطول، وغيره من الروايات والموروثات التي ما أنزل الله بها من سلطان، طب هل تمت مراجعة جميع تفسيرات الأوائل للقرآن الكريم والتي جاءت في الكثير منها مغلوطة تماما وعلي غير المقصود من الآيات الشريفة وتم فيها لي عنق الآيات ليا.. أفيدونا أفادكم الله.