يلتقي فريق النادي الأهلي غدا مع فريق شبيبة القبائل الجزائري علي ملعب مدينة تيزي أوزو التي تبعد عن العاصمة الجزائرية حوالي 031 كيلومترا في التصفيات المؤهلة لبطولة افريقيا.. وقد قوبلت بعثة النادي الأهلي منذ وصولها إلي مطار هواري بومدين بالجزائر بحفاوة وترحاب كبيرين ولدي وصول الفريق إلي المدينة الجميلة التي ستشهد المباراة كان هناك استقبال آخر أكثر روعة وحفاوة علي جميع المستويات فالشباب الجزائري استقبلهم بالورود. وارتفعت صور الرئيس حسني مبارك وشقيقه الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في مشهد أعاد إلي الأذهان تلك العلاقات الحميمة القوية بين مصر والجزائر والتي امتدت لسنوات طوال عاش فيها المصريون في الجزائر أشقاء أعزاء محل ترحيب من الجميع. كما عاش الجزائريون في مصر أشقاء أعزاء أيضا محل ترحيب من الجميع.. وكان لرئاسة الكابتن حسن حمدي رئيس النادي الأهلي لبعثة الفريق إلي الجزائر له مغزي كبير لما يتمتع به حسن حمدي من علاقات طيبة في الوسط الرياضي العربي منذ كان لاعبا مرموقا في صفوف النادي الأهلي يتميز بحسن الخلق والروح الرياضية العالية حتي صار علي رأس هذا النادي العريق فكان لوجوده وسط اللاعبين والإداريين في بعثة الفريق للجزائر أكبر الأثر في إزالة أي توتر أو أي مظهر من مظاهر التوتر يمكن أن يكون لايزال عالقا في نفوس بعض اللاعبين منذ مهزلة العام الماضي في تصفيات كأس العالم. وبعيدا عن التعصب الممجوج بين بعض المشجعين هنا وهناك فإن الروح التي سادت بين مصر والجزائر ورغبة زعيمي البلدين وشعبيهما في تجاوز محنة العام الماضي ظهرت في عدة مناسبات كان أبرزها اللقاء الحار والعناق بين الرئيسين حسني مبارك وعبدالعزيز بوتفليقة في قمة افريقيا فرنسا التي عقدت مؤخرا في مدينة نيس الفرنسية والاتصالات بين الرئيسين والمسئولين في البلدين الشقيقين وحين توجه الرئيس مبارك علي رأس وفد رفيع إلي الجزائر لتقديم واجب العزاء للرئيس بوتفليقة في وفاة شقيقه وحين حضر فريق الجزائر للقاء فريق النادي الإسماعيلي في مدينة الإسماعيلية مؤخرا والحفاوة التي قوبل بها الأشقاء الجزائريون كل هذه الاتصالات والاشارات عكست الرغبة الحقيقية بين البلدين علي جميع المستويات لعودة الدفء للعلاقات المصرية الجزائرية من منطلق عربي واحد وقوة عربية واحدة للعالم العربي توحد ولا تفرق. ومن تجربتي الشخصية حين كنت مراسلا لوكالة أنباء الشرق الأوسط في الجزائر خلال الفترة من عام 39 حتي 69 وهي الفترة الصعبة التي عاشتها الجزائر لمواجهة الإرهاب. لمست عن قرب الحب المتبادل بين المصريين والجزائريين وشاهدت بنفسي من خلال مواقف كثيرة العديد من مظاهر هذا الحب والاحترام والتقدير لكلا الطرفين وكونت صداقات عديدة مع أشقاء جزائريين في مختلف المجالات مازلت احتفظ بها حتي الآن وأعتز بها كثيرا.. ولذلك فلنا أن نعتبر ما جري في العام الماضي من أحداث مؤسفة كانت بعيدة تماما عن الرياضة وعن جوهر وعمق العلاقة بين البلدين الشقيقين علي جميع المستويات وأتوقع أن تكون مباراة الغد في مدينة تيزي أوزو بالجزائر صورة حقيقية لعلاقات مصرية جزائرية قوية ومتينة مهما كانت نتيجة المباراة فالمهم انقشاع سحابة الصيف التي ظهرت العام الماضي وطي صفحة الماضي.