أكد الملك فيليبي السادس ملك اسبانيا ان مصر هي البلد العربي الاكبر في منطقة الشرق الاوسط ولها دور اساسي في المنطقة وشمال افريقيا. وقال فيليبي ان مصر تجدد باستمرار حضورها الفعال وتأثيرها في المحافل الدولية إلي جانب كونها مقرا لبعض المؤسسات الرفيعة في العالم الاسلامي .. جاء ذلك خلال مأدبة الغداء التي اقامها ملك اسبانيا علي شرف الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال زيارته لمدريد بقصر « اورينتي» وحضرت مأدبة الغداء ايضا ملكة إسبانيا « ليتيسا» في خطوة مفاجئة بعد ان قررت المشاركة علي الرغم من عدم مشاركة زوجة الرئيس السيسي في الزيارة كما حضر مأدبة الوفد الوزاري المصري المرافق للرئيس السيسي والذي يضم كلا من سامح شكري وزير الخارجية والمهندس هاني ضاحي وزير النقل والمهندس شريف اسماعيل وزير البترول واشرف سالمان وزير الاستثمار واللواء عباس كامل مدير مكتب الرئيس والسفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية كما حضرها من الجانب الإسباني رئيس الوزراء وعدد من الوزراء والمسئولين . مرجعية جماهيرية ووجه ملك اسبانيا حديثه للسيسي قائلا « بإمكانكم أن تعولوا علينا وأنا علي ثقة من أننا يمكن أن نعول عليكم»، متمنياً الصحة والسعادة للسيسي والازدهار والسلام لمصر. وأضاف الملك: بلدكم يعطي مرجعية جماهيرية واننا نثمن هذه الزيارة ونعتبرها ذات اهمية علي نحو خاص في ظل الظروف الصعبة والمأساوية التي تعيشها الكثير من الدول في المنطقة وهناك حاجة ماسة لزيادة الجهود والتعاون الدولي من اجل تعزيز فرص السلام بالمنطقة. وقال ان مصر شغلت ومازالت مكانة مميزة في مخيلة سائر شعوب الارض بوصفها احدي حواضن الحضارة البشرية بفضل تاريخها . وتابع «يسعدني ان يرافقنا اليوم بعض العلماء الإسبان البارزين المتخصصين بالمصريات إضافة إلي عدد كبير من الفنانين والمثقفين ممن تربطهم أواصر وثيقة بمصر»، مستطردا إن اسبانيا تعرف حق المعرفة أن لها في مصر صديقاً وشريك استراتيجيا في منطقتكم، مدللا علي ذلك بالاتفاقيات التي تم توقيعها أمس.. وأكد اهتمام بلاده ببناء علاقة شراكة استراتيجية شاملة مع مصر، مشيرا إلي أن زيارة الرئيس السيسي تساهم في تحقيق ذلك، وقال ان أهم المجالات التي تثري العلاقات بين البلدين المجال الأمني. وأوضح أن الإرهاب الذي يهدد المنطقة والعالم أصبح الهاجس الأول لمصر وإسبانيا ودول أخري، معربا عن مواساته لمصر في الأرواح البشرية التي راحت ضحية الإرهاب، ومؤكدا أن إسبانيا تقف إلي جانب مصر في هذه القضية.. وقال «في الوقت الذي تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط حروبا واضطرابات تبرز مصر بوصفها قوة رئيسية للاستقرار والتوازن في المنطقة، حيث تتشابك مصائر الشعوب في عالم اليوم»، مؤكدا دعم بلاده لجهود مصر والعرب في مواجهة التطرف. رؤية السيسي وأضاف إن إسبانيا تدعم رؤية الرئيس السيسي لمصر كبلد يراهن علي المستقبل، ويحقق النمو ويضع نصب عينيه ترسيخ قاعدة اقتصادية في القارة الإفريقية والعالم العربي، مقدما التهنئة للرئيس علي نجاح المؤتمر الاقتصادي، الذي عقد في شرم الشيخ مارس الماضي، وشاركت فيه 30 من كبري الشركات الاسبانية ضمت وفدا رسميا.. وأكد ضرورة العمل علي رفع مستوي العلاقات الاقتصادية بين البلدين إلي درجة تناسب تميز علاقاتنا السياسية، معربا عن استعداد بلاده لمساعدة مصر في النهوض باقتصادها وتطوير الفرص المتميزة لديها من أجل ازدهار شعوب البلدين.. وأشار إلي أنه بفضل دعم مصر تم اختيار إسبانيا عضوا في مجلس الأمن للفترة من 2015 و2016، وسلنتقي معا خلال عام 2016 عندما يتم اختيار مصر كعضو في مجلس الأمن، وقال « أمام بلدينا فرصة جديدة لمواصلة التعاون للدفاع عن قيم السلام والأمن في كل أنحاء العالم، ونتواقق حول القضايا الإقليمية الملحة» معربا عن ثقته في وقوف مصر كمحور مميز لحل الأزمات القائمة في ليبيا وسوريا واليمن والنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، عبر حل يقوم علي الحوار.. وأشاد الملك بسياسة الجوار الجنوبي للاتحاد الاوروبي، مؤكدا أن مراجعتها ستمنح كل الأطراف إطاراً لتعزيز العلاقات علي كافة الأصعدة وتأمين فرص المستقبل لشعوبنا، مجددا التزام إسبانيا بالتعاون مع العالم العربي بشكل عام ومصر بشكل خاص . تحالف شعوب من جانبه أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي:»إن العالم بحاجة أكثر من أي وقت مضي إلي تحالف شعوب وحضارات في مواجهة التطرف والكراهية التي تمثل بيئة خصبة لانتشار الإرهاب، مع ما يمثله من تهديد لأسس وقيم الحضارة الانسانية». واستهل «السيسي» كلمته بتوجيه عميق شكره لملك اسبانيا والملكة واعتبر أن كلمة الملك عبرت بصدق عن قوة العلاقات بين البلدين وشعبهم، وقال:»الحضارة المصرية كانت لها اسهام كبير في البحر المتوسط، ونحن نتطلع للعمل سويا من أجل أن يكون عملنا سبيل لتحقيق امال وتطلعات شعوبنا وشعوب المتوسط». وأضاف:»أن العلاقات التي تجمع بين مصر واسبانيا في مجالات الثقافة والتعليم والفنون توفر لنا أساسا متينا لتدعيم العلاقات السياسية والاقتصادية وتقيم شراكة تجارية، وقد تناولت المباحثات الرسمية مع رئيس الوزراء الاسباني، سبل تدشين مجالات جديدة للتعاون تضاف إلي القائمة الحالية، خاصة في ضوء المشاركة الاسبانية الفعالة في مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري بشرم الشيخ، والذي كشف عن الحيوية التي يتمتع بها الاقتصاد المصري والفرص الواعدة للاستثمار التي يوفرها الاقتصاد المصري، ولقد كان بيان اسبانيا في المؤتمر محل تقدير كبير حكومة وشعبا، خاصة انه استطاع من خلال كلمات صادقة ابراز دور مصر في المرحلة المقبلة لضمان سلام واستقرار وأمن منطقة الشرق الأوسط، لاسيما أن مصر تخطو خطوات بثبات لاجراء الانتخابات التشريعية، لاستكمال مؤسسات الدولة المصرية، ونحن نسابق الزمن لبناء مجتمع مدني عصري يعتز بقيمه وتراثه الثقافي يوفر العيش الكريم لمواطنيه ويحقق حرية واستقرار وعدالة اجتماعية». ملك إسبانيا وأشار «السيسي» إلي اسهام ملك اسبانيا السابق خوان كارلوس في تحويل بلده الغني بالموارد إلي نموذج عصري يحتذي به، والذي سيسجله التاريخ لدوره في إثراء الديمقراطية في اسبانيا، والتي يستكملها ملك اسبانيا الحالي بحكمة وحيوية ذات الصفات التي تتميز بها الشخصية القومية الاسبانية، واختتم السيسي كلمته بشكر الملك علي حسن الاستقبال والاجواء الايجابية التي سادت المباحثات وما لمسه في المباحثات من نية صادقة لتعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين. وقال الرئيس إن العلاقات المصرية الإسبانية تمتد عبر التاريخ وتستمد قوتها من القيم الأصيلة والتراث الإنساني الغني الذي كان للحضارة المصرية إسهامها الكبير في إثرائه علي ضفاف المتوسط، معربا عن فخره بدور حضارات البحر المتوسط كمهد للعلوم والتقدم البشري، ومعربا عن تطلعه للعمل مع إسبانيا لتحقيق آمال وطموحات شعبينا وشعوب المتوسط». وكان الرئيس السيسي قد التقي صباح امس مع ملك اسبانيا في قصر « ثيرثيولا» حيث اجريت للسيسي مراسم الاستقبال الرسمية وتم عقد جلسة مباحثات ثنائية بين السيسي وملك إسبانيا.