خلال القرن العشرين وليس قبل ذلك بدأ رسم الخرائط الدقيقة لدروب ووديان وجبال وصحاري سيناء ساعدت كلاً من الحلفاء والمحور علي تحريك القوات والاستيلاء علي الهيئات والآبار الهامة كما حدثت إسرائيل خرائط سيناء أثناء فترة الاحتلال من 1967 حتي 1973. علي الساحل الشمالي لسيناء من الشرق للغرب هناك بئر أبو شنار بجوار رفح وبئر العميد وبئر مساعيد غرب العريش ثم بئر الجرارات ثم بئر المزار وبئر كسيبة وبئر القناديل وبئر جميل وبئر العبد وبئر المعين وناجد وقاطية والرمانة وبئر الجفير وبئر أبو العروق وبئر مدكور. هذه الأبار طمس بعضها وردم وبعضها مازال حياً وربما تتغذي كلها حالياً من ترعة السلام ومياه الأمطار التي تتكاثر علي الساحل الشمالي لسيناء. هذه الآبار الجوفية القديمة بخلاف آبار أو خزانات حصر مياه الأمطار التي يقوم بها الاهالي حالياً لاستخدامها أحياناً في الشرب والزراعة. ولو اتجهنا جنوباً الي جنوب ترعة السلام وبحثنا عن المياه الجوفية لوجدناها قريبة ومتوفرة تساعد علي الري والزراعة. وهناك تجمعات بشرية تعيش حول هذه الآبار مما جعل ساحل سيناء الشمالي مأهولا بالبشر عن وسطها وجنوبها. وعلي القطاع الأوسط من سيناء وهو الأهم لوجدنا الآبار من الغرب للشرق بئر حبيطة ثم بئر الجفجافة في منطقة المليز ثم روض سالم ثم بئر الحمة ثم بئر الحسنة ثم عين الجديرات علي الحدود مباشرة وهي عين مياه غزيرة ومتدفقة تعيش عليها قرية القسيمة وعين قديس وهذا القطاع فقير في الأمطار وليس به ترعة مما يعطي أهمية لهذه الآبار وهو أهم قطاع دفاعي في سيناء وأحياناً تكثر به السيول وبه وادي العريش وسد الروافعة. أما درب الحاج فليس عليه آبار مشهورة رغم أهيمته لقوافل الحجيج ويبرز فقط بئر جبل حصن وبئر تمادا وبئر التمد. وبعد حرب أكتوبر حفرت إحدي الشركات بئراً للبحث عن البترول في منطقة المليز فتدفق الماء من عمق 1000م وتكلف البئر عام 1980 حوالي مليون جنيه. مطلوب الان تكثيف البحث عن المياه الجوفية في سيناء خاصة في وسطها وهناك وسائل حديثة جداً لهذا البحث ولو توفرت المياه الجوفية وسط سيناء لامكن إقامة مجتمعات صغيرة حول كل بئر ثم تنمو بعد ذلك كلما حفرنا المزيد من الآبار أو تم مد فروع من ترعة السلام جنوباً الي الطريق الأوسط وقد تحتاج لخطوط مياه من غرب القناة لاستخدامها للشرب وللري بالتنقيط أو التشبع وهي أساليب حديثة سبقنا غيرنا في استخدامها. إنك علي الجانب الاخر من الحدود تري أشجار وخضرة المستوطنات تحثنا علي البحث وعمل نفس الشئ في أرضنا حماية لها ولمستقبل أبنائنا. نريد أن تمتلئ خريطة سيناء بالجديد والكثير من الآبار وحولها قري مصرية راسخة أساسها أبناء سيناء وإخوانهم أبناء الوادي القديم. وفي جنوبسيناء تكثر الوديان التي تمتلئ بالسيول من جبال جنوبسيناء وهضبة التيه مثل وادي وتير ووادي سدر ووادي فيران هذه السيول يمكن الاستفادة بها بحصر المياه وتخزينها في خزانات أرضية والاستفادة بها. وقد أعلنت الدولة عن البدء في تنفيذ مشروع قومي لاستصلاح 4 مليون فدان جديدة.. منها واحد مليون فدان كمرحلة أولي وهذه المليون فدان كلها في الصحراء الغربية من المخطط أن تروي علي المياه الجوفية عدا 100 ألف فدان تروي بمياه النيل في منطقة توشكي. ولم يتحدد حتي الان عما اذا كانت المياه الجوفية في الصحراء الغربية متجددة ام محصورة ستنتهي إن عاجلاً أو آجلا مع عدم وجود مصدر آخر من النيل أو المطر. لم يكن لسيناء نصيب من المليون فدان رغم أهمية تعميرها للأمن القومي المصري لملء الفراغ العمراني لسيناء علي مر العصور ولن يتم تعميرها إلا بالزراعة أولا ثم السياحة والصناعة وتطوير منطقة القناة. واستصلاح 900 ألف فدان علي المياه الجوفية في المرحلة الاولي كان يستلزم البدء فورا في تطوير نظام الري في الدلتا التي يهدر بها الكثير من مياه الري في الترع والمصارف المسدودة والري بالغمر مع ما في ذلك من اسراف في استخدام مياه الري المحدودة. مهما كان فان مساحة سيناء 60 الف كم2 تمثل 6٪ من مساحة مصر وكانت تستحق علي الاقل 6٪ من المليون فدان أي 60 ألف فدان يتم استصلاحها فورا بحفر 300 بئر وسط سيناء كل بئر يروي 200 فدان.. سيناء أولا مع ربطها جيداً بغرب القناة بالمعديات علي قناة السويس القديمة والجديدة لحين انشاء حزمة من الانفاق تحت القناتين للسيارات والسكة الحديد والتي يستغرق انشاؤها سنوات عديدة.