مركز معلومات ودعم اتخاذ القرار قام منذ فترة بعمل استطلاع وقياس للرأي العام عن أداء الجهاز الإداري للدولة (الحكومة) وأظهرت النتائج حينها أن هناك حالة من الرضا عن هذا الأداء، في الوقت الذي نسمع ونشاهد ونقرأ مئات بل آلاف الشكاوي والاستغاثات التي تذيعها كل برامج الفضائيات علي كثرتها وتعددها وبرامج الإذاعة التي لا ينقطع إرسالها علي مدار 24 ساعة يوميا وعشرات الصحف والمجلات التي تضمنتها صفحات ومساحات إعلانية تئن بالاستغاثات والشكوي من المظالم لمواطنين منهم من حصل علي أحكام قضائية لا تنفذ، ومشاكل مع قطاعات التعليم والصحة وعدم تكافؤ الفرص في شغل الوظائف والمعاشات والمرافق والحالات الإنسانية التي تصعب علي....! الآلاف من أصحاب الشكاوي الذين فقدوا الأمل في الحصول علي حقوقهم يتوجهون إلي وسائل الإعلام ومن يأتيه الحظ هو من يستطيع الوصول إلي إحدي هذه الوسائل الإعلامية التي يخشي منها الكثير من المسئولين الذين يملكون الحل والربط، ومنهم من يرفض الرد علي الإعلاميين أو الصحف ومنهم من يعلنون حل المشكلة فوراً ثم يذهب المواطن ولا يجد إلا السراب، وصاحب الحظ من يجد من يحل له مشكلته! تحولت وسائل الإعلام والفضائيات إلي دواوين للمظالم تذيع مسلسلات درامية حقيقية تثير العجب العجاب.. أعتقد ان مركز المعلومات إذا قام برصد وتحليل هذه المظالم والشكاوي والمآسي فإنه سيخرج بأدق النتائج لعلاج ظواهر الفساد مع توفير ملايين الجنيهات تكلفة عمل الاستطلاعات الشفوية ولا إيه؟