سُنن عيد الأضحى.. من سنة إبراهيم إلى سنة محمد صلى الله عليه وسلم

تنطلق الأصوات بنداء مهيب يملأ الأرجاء مع طلوع فجر يوم عيد الأضحى، بنص دعاء التلبية "الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد"، إنها تكبيرات عيد الأضحى، الصوت الذي يُعلن حلول موسم الفرح والطاعة، ويربط القلوب بمعاني الإيمان والسكينة، ويُعيد للمسلمين في كل بقاع الأرض روح الوحدة والبهجة.
عيد الأضحى هو عيد التضحية والرحمة، فيه نتذكر قصة سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، حين قدّما أعظم دروس التسليم والثقة بالله، فالأضحية طاعة خالصة، ويُشترط أن تكون سليمة، وتُذبح بعد صلاة العيد وحتى غروب ثالث أيام التشريق، وفي خضم الزحام والفرح والمناسبات، تظل تكبيرات العيد لحنًا لا يُنسى، يربط الأرض بالسماء، ويدعو كل مسلم للتأمل في عظمة الله وشكره على نعمه.

ما هي تكبيرات العيد؟
تكبيرات العيد سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، تبدأ من فجر يوم عرفة عند غير الحاج، وتستمر حتى عصر اليوم الرابع من العيد، وهو آخر أيام التشريق. أما الحجاج، فيبدؤون التكبير بعد رمي جمرة العقبة يوم النحر.
وصيغ التكبير متعددة، لكن أشهرها هي: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد"، ويجوز الجهر بها في المنازل والمساجد والشوارع، لإحياء السنة ونشر روح العيد.

سنن عيد الأضحى.. طريق إلى القرب من الله
عيد الأضحى شعيرة عظيمة، فيه يجتمع الناس على الذكر، والصلاة، والتضحية، والفرح، ومن أبرز سننه:
الغُسل والتطيب ولبس أجمل الثياب: سنة مؤكدة قبل الخروج لصلاة العيد، تعبيرًا عن الفرح والاحتفال.
الذهاب إلى الصلاة ماشيًا إن أمكن: والخروج من طريق والرجوع من طريق آخر، اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم.
التهنئة بين الناس: مثل قول "تقبل الله منا ومنكم"، وتبادل الدعاء والزيارات.
تأخير الأكل حتى الرجوع من الصلاة: خصوصًا لمن نوى الأضحية، فيأكل من أضحيته أولًا.
ذبح الأضحية بعد الصلاة: فمن ذبح قبلها فلا تُحسب أضحية شرعية.

نص دعاء التلبية في الحج.. نداء القلوب إلى رب البيت
من أعظم شعائر الحج التي يُستحب الإكثار منها بعد الإحرام هو دعاء التلبية، وهو سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يردده بصوت عالٍ وبخشوع، قائلًا: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك"، وتُردَّد هذه الكلمات من لحظة الإحرام وحتى بداية طواف الإفاضة، ويُستحب أن يُرفع بها الصوت للرجال، وتُقال بهدوء للنساء.