بالرغم من تعهدها بعدم المشاركة في أي نشاط مناهض للنظام السوري مقابل الافراج عنها بعد اعتقالها لمدة سبعة أشهر، لكن ذلك لم يثنها عن متابعة جهودها في مجال تمكين المرأة السورية، ففي يناير 2014 افتتحت مركز "النساء الآن" بلبنان، لتصبح بعده ممثلة عن منظمة "النساء الآن من أجل التنمية" التي افتتحت 5 مراكز في سوريا ودول الجوار، كما شغلت منصب عضو في الهيئة العامة الاستشارية فيها، وبسبب عملها الدؤوب وحرصها علي تمكين المرأة من حقوقها فازت مجد شربجي بجائزة "أشجع امرأة في العالم". ففي الثامن من فبراير الجاري سوف تتسلم شربجي جائزة "أشجع امرأة في العالم" "International Women of Courage Award" التي تقدمها وزارة الخارجية الأمريكية بشكل سنوي، لنساء كانوا مثالاً للشجاعة والتضحية وخاصة في مجال حماية والدفاع عن حقوق المرأة في مجتمعهن، وسوف تسلم الجائزة لشربجي من قبل ميشيل أوباما زوجة الرئيس الامريكي أوباما، في عيد المرأة العالمي. تأسست جائزة "أشجع امرأة في العالم" في عام 2007 علي يد وزيرة الخارجيةالامريكية السابقة كونداليزا رايس، ويتزامن توزيع الجائزة مع اليوم العالمي للمرأة الذي تحتفل به العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم ويحق لسفارات الولاياتالمتحدةالامريكية ترشيح سيدة واحدة، وتقدم الجائزة لعشر نساء من مختلف أنحاء العالم. كانت شربجي قد عملت في المجال المدني قبل الثورة وبعدها حتي أن سبب اعتقالها يرجع إلي نشاطها المدني في مجال تنظيف شوارع مدينتها داريا وغيرها من الانشطة لتكون أول معتقلة من مدينة داريا، كما تابعت عملها المدني بعد خروجها من المعتقل لتهتم بقضايا المرأة وإعادة تمكينها في المجتمع وخاصة قضايا النساء المعتقلات. اعتقلت شربجي مرتين في دمشق من قبل أجهزة المخابرات السورية، ففي 31 يناير عام 2012 ألقي القبض علي شربجي عند حاجز الأربعين بدمشق، ومكثت في السجن لأكثر من 7 أشهر، أفرج عنها بعد ذلك ليبقي زوجها عبد الرحمن كمون الذي اعتقل حين ذهب لاحد فروع الأمن للمطالبة بالإفراج عن زوجته، فبقي رهن الاعتقال حتي تم إبلاغ ذويه بنبأ موته في السجن، لم يقض السجن علي عزيمتها، فتابعت شربجي نشاطها داخل سجن عدرا المركزي شرق العاصمة السورية، ونظمت دورات توعية عن المواطنة والعدالة الانتقالية والدعم النفسي، كما نظمت إضراباً للمعتقلات داخل السجن، لينتشر خبر الاضراب في وسائل الإعلام المحلية والعالمية، حتي وصل الخبر إلي محكمة الإرهاب، فتقدمت لجنة لمقابلة المعتقلات، وأفرج عن قسم كبير منهن، بينهن شربجي وتمت تبرئتها في 15 يوليو 2013، هربت شربجي إلي لبنان مع أطفالها، لانها ممنوعة من مغادرة الأراضي السورية، واسست هناك مركز "النساء الآن". يذكر أن شربجي ليست المرأة السورية الأولي التي تحصل علي هذه الجائزة، ففي عام 2013 منحت الحكومة الأمريكية الجائزة للناشطة السورية رزان زيتونة التي تعرضت للاختطاف مع زملائها في دوما. ولدت مجد شربجي في عام 1981 في مدينة داريا السورية، وهي أم لثلاثة أطفال أنس وجودي وحمزة.