"التعليم الغربي حرام" هو معني كلمة "بوكو حرام" بلغة الهاوسا وهي جماعة نيجيرية مسلحة، أما الاسم الحقيقي لها فهو جماعة "أهل السنة للدعوة والجهاد"، وتهدف إلي إقامة دولة إسلامية في نيجيريا بالقوة المسلحة، والدعوة إلي التطبيق الفوري للشريعة الاسلامية، وكذلك عدم جواز العمل في الاجهزة الامنية والحكومية في الدولة، كما أنها ترفض بشدة التعليم الغربي والثقافة الغربية التي تري أنها تفسد المعتقدات الاسلامية وتدعو إلي تغيير نظام التعليم في نيجيريا. والمعروف عن جماعة "بوكو حرام" أنها لا تختلط بالمجتمعات الموجودة فيها وتفضل الانعزالية، تأسست الجماعة في يناير 2002، علي يد محمد يوسف وهو شاب نيجيري ترك التعليم في سن مبكرة. وتشكلت الجماعة من مجموعة من الطلاب تركوا الدراسة وأقامت الجماعة قاعدة لها في قرية كاناما بولاية يوبه شمال شرقي نيجيريا علي الحدود مع النيجر، وكانت الجماعة في بدايتها تضم نحو مائتي شاب مسلم، بينهم نساء حتي وصلوا الآن إلي ما بين ستة إلي ثمانية آلاف مقاتل، وتمول جماعة "بوكو حرام" معاركها من العمليات التي تشنها علي البنوك وفرض الاتاوات وتستولي علي الكثير من أسلحة الجيش من خلال مهاجمة مواقعه. وفي 30 يوليو 2009 اغتيل زعيم الجماعة محمد يوسف أثناء مواجهات بين الجماعة والجيش والشرطة وراح ضحيتها آلاف الضحايا من المدنيين وأعلنت الحكومة النيجيرية أنها قتلت جميع أفراد جماعة "بوكو حرام"، لكن في نهاية يونيو 2010 ظهر أبو بكر شيكاو نائب محمد يوسف وأكد أنه بالرغم من مرور عام علي الهجوم عليهم فإنهم ما زالوا ملتزمين بمبادئ الجماعة، ومن هنا أصبح أبو بكر شيكاو هو زعيم الحركة ويلقبه أعضاء الحركة ب "الامام"، وخلال ست سنوات من تمردها المستمر نفذت جماعة "بوكو حرام" مجموعة من التفجيرات في شمال شرق نيجيريا استهدفت من خلالها أفراد الشرطة والجيش وسيايين، ففي يناير 2010 هجوم بولاية بورنو، أسفر عن مقتل أربع أشخاص، وفي 28 يناير 2011 اغتيال أحد المرشحين لمنصب حكومي، مع شقيقه وأربعة من ضباط الشرطة، وتفجير مركز للشرطة في مايدوگوري في 9 أبريل 2011، وفي 22 أبريل 2011 أطلقت بوكو حرام سراح 14 سجينا أثناء فرار السجناء في يولا، بولاية أداماوا، وآخر عملياتها كانت في 14 أبريل 2014 حيث اختطفت الجماعة 276 فتاة من مدرسة ثانوية في ولاية برنو. وكانت تسيطر جماعة "بوكو حرام" علي عدد كبير من المدن علي طول الحدود الشمالية لنيجيريا قبل إعلان الحكومة النيجيرية مؤخرا استعادة خمس مدن في ولاية بورنو الشمالية الشرقية وهي مافا ومالام فاتوري وابادام ومارتي وجامبورو التي استهدفتها غارات جوية تشادية، ولكن لا تزال الجماعة تسيطر علي ست مناطق أخري، وكان أبو بكر شيكاو زعيم الجماعة قد أعلن كل المناطق التي سيطرت عليها جماعته جزءا مما أسماها "الخلافة الاسلامية" في شمال نيجيريا. يذكر أن جماعة "بوكو حرام" ليس لها علاقة تنظيمية بالقاعدة الأم وإنما ترتبط بتنظيم القاعدة أيديولوجيا وفكرياً وتستلهم منها الفكر الجهادي، وقد استغلت جماعة "بوكو حرام" الصراعات العرقية الاثنية وكذلك الصراعات المسلحة بين الدول بعضها بعضاً وأوجدت لنفسها مكانا في نيجيريا.