من هنا إلي هناك يتنقل الرئيس عبد الفتاح السيسي. الي دولة وأخري يسافر ويلتقي قادتها لتعود مصر إلي المجتمع الدولي من جديد برأس مرفوع واحترام جدير بها فقدته جزئيا مع نظام مبارك الذي اعتمد علي مصلحة الشخص وفقدته كليا مع نظام الاخوان الذي اعتمد علي مصلحة الجماعة وساقته املاءات التنظيم الدولي. الرئيس السيسي أعاد إلي مصر مكانتها الدولية والاقليمية والقارية، يكفي أنه في كل دولة يزورها يقابل بكل الود والترحاب والاحترام أيضا، وهو يعود من كل زيارة بصيد ثمين من الاتفاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية. أهم نتائج تلك الزيارات هي أن العالم كله أدرك أن مصر 30 يونيو ليست معزولة كما يصور التنظيم الارهابي الدولي وآلاته الاعلامية الفارغة من المضمون والمنطق. وكنت أتابع كل تلك الزيارات وأري مدي الاحترام لمصر ورئيسها والإنجازات التي تتحقق فيها. هناك تحولات جديده تشهدها السياسة الخارجية المصرية في عهد عبد الفتاح السيسي تعتمد علي المصلحه المصريه في دوائرها الاستراتيجيه، بما يكفل الوصول إلي معادلة توازن تسعي لتحقيق الاستقرار والمصلحه سواء فيما يخص تحالفاتها الاقليميه والدولية والقارية وعلاقاتها الثنائيه مع الدول الكبري مثل روسيا وفرنسا وايطاليا والصين واليابان، والعديد من الدول العربية المقدرة للدور المصري والتي تدرك أهمية مصر القوية مثل السعودية والكويت والإمارات والاردن والسودان والجزائر وليبيا والمغرب. وتنطلق الرؤية المصريه في نظرتها الاقليمية والدولية من مرتكزات عده يعتمد عليها صانع القرار المصري في اتخاذ قراراته وإصدار تصريحاته فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، والتعامل مع المشهد الدولي والاقليمي الساخن والمتسارع، وفي مقدمتها الابداع الفني والثقافي، والتاريخي وكذلك الديني من منطلق كونها بلد الازهر منارة المذهب السّنّي في العالم، فضلا عن الوزن الاقليمي والدولي لمصر الدولة التي علمت العالم الحضارة والانسانية. المصلحة الوطنية هي أساس كل تلك التحركات، بينما كانت المصلحة الشخصية والمصلحة التآمرية هي أساس سياستنا الخارجية. ومن أهم ثوابت المصلحة الوطنية هي أن تكون العلاقات مع العالم متوازنة لا تنحاز إلي حلف دون آخر ولا تراهن علي موقف دون آخر ولاتربط مواقفها بمواقف دولة دون أخري ولا تلقي بكل أرصدتها السياسية في جانب دون آخر. صورة مصر في العالم تغيرت كثيرا، وبالطبع تغيرت في الدول المحترمة التي تحترم ارادة الشعوب، تلك الدول التي تتابع ما يحدث في العراق وسوريا وليبيا وأخيرا في اليمن. كان من الممكن أن تكون مصر في قائمة تلك الدول التي غرقت في قرار بحر الظلمات بسبب الخلافات العرقية والمذهبية والصراعات الطائفية والسياسية. كان من الممكن لولا أن الله حمانا أن نكون في هذه الحال، لكن الله منح مصر شعبا عظيما وجيشا وطنيا وأمنا مخلصا. في الذكري الرابعة لثورة الشعب في 25 يناير، وبعد مرور عام ونصف علي تصحيح الشعب نفسه لها في 30 يونيو عادت الماكينة تعمل بكفاءة وعادت الكرامة الوطنية لتنتصر علي كل قوي الظلام. فاتن.. أميرة القلوب هل حقا ماتت أميرة القلوب فاتن حمامة.. هل يموت مثل هؤلاء الذين احتلوا قدرا هائلا في قلوب الناس وعقولهم، وشغلوا مساحة كبيرة في ذاكرة الأمة وتاريخها؟ بالطبع لا، فسيدة الشاشة العربية مثلها مثل عميد الأدب العربي وكوكب الشرق وموسيقار الأجيال وعميد المسرح العربي وأبو الرواية العربية وغيرهم كثيرون ممن أثروا حياتنا وجعلوا لها طعما ومعني لا يموتون، فهم أحياء بيننا وما تركوه من أعمال لا تنسي مازال باقيا في ذاكرتنا لن ننساه أبد الدهر. الطفلة البريئة التي أسعدتنا.. البنت الفقيرة التي تعاطفنا معها.. الفتاة الارستقراطية التي أحببناها.. الفلاحة التي دخلت بيوتنا.. الصعيدية التي تأثرنا بها.. الزوجة التي مع رفضها لزوجها من أجل ممن تحب.. المطلقة التي تريد حلا.. كلها وغيرها كانت صورا قدمتها الرائعة فاتن حمامة علي الشاشة، أحببناها وتعاطفنا معها جميعا فاستحقت عن جدارة أن تكون سيدة الشاشة. كل الدعاء لها بالرحمة وهي في دار الحق بقدر ما أسعدت الناس وبقدر ما احترمت فنها.. وكل الأمل في أن تحذو فناناتنا حذوها في احترام الفن والناس كي يكون لهم مكان في قلوبنا.