أنا حبيبي محمد صلي الله عليه وسلم، وكلكم أيضا، لكننا لا زلنا لا نحسن الدفاع عنه، لأننا عاطفيون والعاطفة عند الغرب لا يعتد بها في عالم حرية الرأي والتعبير، لذلك أتمني علي منظمة المؤتمرالاسلامي انشاء فريق عمل من مجموعة من المحامين والقضاة الخبراء بالقانون الدولي وقوانين الدول الغربية، لأنه في تشريعات معظم هذه الدول بما فيها فرنسا ما يجرم ما ارتكبته شارلي إبدو في حق رسولنا الكريم ولذلك بدأت مؤخرا حركات في أوروبا تطالب بتعديلات في القوانين القديمة المتعلقة بالإساءة للرموز الدينية التي نادرا ما تطبق الآن ولكن مع انتشار الهجرة إلي أوروبا من العالم الاسلامي وجدت الكثير من الدول الاوربية نفسها في مواقف محرجة لوجود بنود في قوانينها تجرم المسيئين للرموز الدينية وتنص في بنود أخري علي حرية الرأي والتعبير. وعلي سبيل المثال فالقوانين التي تعتبر الإساءة للدين عملا مجرما لا تزال موجودة في المادتين 188 و189 من القانون الجنائي في النمسا والمادة 10 من القانون الفنلندي والمادة 166 من القانون الالماني والمادة 147 في القانون الهولندي والمادة 525 في القانون الاسباني وبنود مشابهة في قوانين إيطاليا وبريطانيا وامريكا.وفي فرنسا يمنع القانون أي كتابة أو حديث علني يؤدي إلي حقد أو كراهية لأسباب عرقية أو دينية. ففي 10 مارس 2005 منع قاضي فرنسي لوحة اعلانية مقتبسة من لوحة العشاء الأخير لدافينشي. حيث تم تصميم اللوحة لبيت كيجباود للملابس فأمر القاضي بإزالة جميع اللوحات لانها مسيئة للكاثوليك. وعلي الرغم من تمسك محامي كيجباود بأن منع الإعلانات هو نوع من الرقابة وقمع لحرية التعبير، إلا أن القاضي اقر بأن الإعلان كان تدخلا مشينا وعدوانيا علي معتقدات الناس. وفي القانون الأساسي الألماني (Grundgesetz) ينص البند الخامس علي حرية الرأي والتعبيرلكنه يرسم حدوداً مماثلة للقانون الفرنسي تمنع خطابات الكراهية ضد العرق والدين. لذلك فلو درس فقهاؤنا القانونيون تشريعات هذه الدول فسوف يجدون نصوصا نستطيع بها ان نجر كل من يتجرأ علي ديننا إلي المحكمة دون حاجة إلي قتل او اعتداء، فحتي يومنا هذا تعتبر الإساءة إلي الكنيسة الكاثوليكية في بولندا جريمة يعاقب عليها القانون حيث تم الحكم بالسجن لمدة 6 أشهر علي الفنان دوروتا نيزنالسكا في 2003 لرسمه صورة مستهجنه للصليب كما تم تغريم الصحفي جيرزي أوروبان 5000 يورو عام 2005 لإساءته للبابا يوحنا بولس الثاني. وهكذا فلدينا سلاح قانوني نستطيع ان نقتص به من كل يتجرأ أو تسول له نفسه - في عموم القارة الاوربية والغرب بشكل عام- من ان يسيء إلي ديننا أو رسولنا الكريم دون حاجة إلي عنف، ونكون بذلك قد عبرنا بشكل عملي عن حبنا لخير من جاء رحمة للعالمين.