أما التقويم الميلادي الذي يتم الاحتفال به في الساعات الأخيرة في نهاية كل عام فهو تقويم مصري فرعوني وقت أن كانت مصر تحكم البشرية لتوحد العالم علي تقويم واحد لملم 2014 أوراقه المتناثرة بحلوها ومرها وودعنا بأحلامه التي أسعدتنا وكوابيسه التي أطبقت علي أنفاسنا، الأحلام التي تمثلت في الاستقرار واختيار رئيس قوي لمصر ومشاريع تم تأسيسها طالما حلمنا بها ونتمني أن نجني ثمارها في العام الجديد، وفي كوابيس لازمتنا ومصريين من طين الأرض الطيبة استشهدوا فداءً لتراب الوطن وإرهاب أسود كبس علي نفوسنا بدأ ينحسر بإرادة حرة وصبر من شعب أبي أن يستسلم، شعب صنع حريته بيده وأسس لاستقرار طالما حلم به ومازال يحلم أن يؤتي صبره بالخير، عام مضي مع دول تآمرت علينا ثم ناورت لإعلان التوبة، وربما يخبئ 2015 أوراقا أكثر استقراراً. وقد أبي المتشددون وأصحاب العكننة إلا أن يظلموا حياتنا (الاحتفالات كُفر وحرام فالأعياد في الإسلام لم تترك لاجتهاد البشر والاحتفال بالكريسماس فيه تشبه بالكفار والتشبه بهم محرم) هم في ذلك لم يفرقوا بين الكريسماس ورأس السنة الميلادية، ميلاد عام جديد وليس ميلاد المسيح عليه السلام، وعلي حسب علمي أن الاحتفال بميلاد المسيح 25 ديسمبر في الكنائس الغربية و7 يناير كما يحتفل به مسيحيو الشرق، ولتصححوا لي لو كنت أخطأت، أما التقويم الميلادي الذي يتم الاحتفال به في الساعات الأخيرة في نهاية كل عام فهو تقويم مصري فرعوني وقت أن كانت مصر تحكم البشرية لتوحد العالم علي تقويم واحد وانتقل من مصر إلي حضارات الشرق مع فتوحات الغزو المتبادل خلال الدولتين القديمة والوسطي، كما انتقل عبر البحر المتوسط إلي أوربا عندما أهدت كليوباترا تقويم مصر الشمسي إلي يوليوس قيصر وكلفت العالم المصري سوسيجين بنقل التقويم المصري للرومان ليحل محل تقويمهم القمري وأطلقوا عليه التقويم القيصري. وقد قرأت لخبير الآثار د.عبد الرحيم ريحان، أن روما وبلاد أوربا عملت بهذا التقويم عدة قرون حتي قام البابا جريجوري الثالث بتعديله عام 1852م وهو التقويم العالمي الحالي وهو في جوهره عمل مصري منحه المصريون القدماء لكل البشرية، كما انتقلت مع التقويم تقاليد الإحتفال برأس السنة واستمر احتفال المسيحيين به بعد دخول المسيحية لمصر. وفي العصر الإسلامي استمر الاحتفال به ولم يُحرًمُه الفتح الإسلامي، وفي العصر الفاطمي أصبح احتفالاً عالمياً مدنياُ لاعلاقة له بأي دين. وكان في عصر الدولة القديمة يتخذ مظهرًا دينياً يبدأ بنحر الذبائح كقرابين للمعبودات وتوزع لحومها علي الفقراء، وكان سعف النخيل من أهم النباتات المميزة لعيد رأس السنة في الدولة المصرية القديمة حيث يرمز لبداية العام ويعبر عن الحياة المتجددة لأنه يخرج من قلب الشجرة، وكانوا يقومون أيضاً كما هو ظاهر علي المعابد المصرية بصناعة الكعك والفطائر التي انتقلت بدورها لمختلف الأعياد وأصبح لكل عيد نوع معين منها. وفي العصر الحديث اتخذ الاحتفال مظهراً دنيوياً ليتحول لعيد شعبي له أفراحه ومباهجه يخرج المصريون للحدائق والمتنزهات والحقول تاركين وراءهم هموم ومتاعب العام الفائت، وابتدعت كليوباترا عرضاً للزهور كأحد مظاهر العيد عندما تصادف الاحتفال بجلوسها علي العرش مع عيد رأس السنة، وعند دخول الفرس مصر احتفلوا به مع المصريين وأطلقوا عليه عيد النيروز وتعني بالفارسية اليوم الجديد، وكان يُحتفل بعقد القران مع الاحتفال برأس السنة حتي تكون بداية العام بداية زوجية سعيدة. تعالوا معاً نفعل مثلما كان أجدادنا المصريون يفعلون، لننسي الخلافات والضغائن بالصفح والغفران، نقيم مجالس الصلح بين العائلات المتخاصمة، ولتكن دعوة الرئيس المشير السيسي بتطوير الفكر الديني وتنقيح الكتب الدينية من كل ماهو بعيد عن الإسلام، إهداء من المصريين للبشرية وبداية جديدة لعودة الإسلام الوسطي السمح.