محمد زكى منذ أن جاء إلي هذه الدنيا وهو يحلم بالسفر الي القاهرة فقد ورث الفقر والشقاء عن والده فعمل كأجير في المزارع في قريته التابعة لمحافظة المنيا ولضعف جسده وقلة حيلته قرر الذهاب للبحث عن فرصة عمل بالقاهرة بعيدا عن حرارة الشمس في الحقول التي احرقت جلده ترك بلدته ولكن لم يجد في القاهرة سوي الآلام التي تركها في قريته. وجد نفسه أمام اكوام طويلة من الطوب والزلط والرمال التي تحتاج الي من يحملها الي الادوار العليا فأنخرط في هذه المهنة بين عمال التراحيل التي سبقه اليها أحد اقاربه ولكن هذا الجسد النحيل والهزيل لم يتحمل تلك الضغوط المتوالية في هذه المهنة حتي وجد له اولاد الحلال من اهل الخير عملا كبواب في احد العقارات فأحسن العمل وبدأ رحلة جديدة من حياته وتزوج في حجرة بالبدروم بالعمارة التي يعمل بها حتي انجب ولدا وبنتا. وبعدها بدأ رحلة جديدة من الامراض والالام التي اجتاحت جسده انفق من خلالها كل ما يمتلكه واصبح يعتمد علي أهل الخير في الانفاق علي أسرته، واصبح عم محمد زكي الذي جاوز الستين صديقا وعميلا مستمرا ودائما بالمستشفيات بل لا يكاد يفارقها بسبب قصور الشريان التاجي في القلب. ورغم انه يحصل علي معاش 381 جنيها من الضمان الاجتماعي غير انه يحتاج الي تكاليف زواج ابنته والعلاج المستمر لذلك لجأ الي باب لست وحدك طالبا المساعدة. حيث يحتاج الي عدة جراحات وتحتاج اسرته الي ان تعيش حياة كريمة فقرر باب لست وحدك مساعدته بمبلغ ثلاثة آلاف جنيه تخفيفا لمعاناته ومسح الحزن الذي انتاب اسرته. ■ عصام الشويخ