بث مباشر مباراة منتخب السويس وحرس الحدود بدورة الترقي المؤهلة للدوري المصري (لحظة بلحظة) | بداية المباراة    البابا تواضروس الثاني يهنئ شيخ الأزهر بقرب حلول عيد الأضحى المبارك    الوفد: تنسيقية شباب الأحزاب نموذج ملهم للممارسة السياسية المتوازنة    بنك مصر يوقع بروتوكول تعاون لإطلاق برنامج مُسرّعة أعمال التصدير    بلينكن: نؤكد استمرار العمل على وقف إطلاق النار في قطاع غزة    عاجل - بلينكن: حماس تقترح عدة تعديلات على خطة بايدن    بافلوفيتش يغيب رسمياً عن ألمانيا فى يورو 2024 وإيمرى تشان بدلاً منه    مسئول أمريكي يشيد بجهود مصر لدمج ذوي الاحتياجات الخاصة وإعادة تأهيلهم    مصدر ببيراميدز ليلا كورة: ننتظر قرار الاستئناف بشأن شكوى النجوم في قضية محمود صابر    أخبار الأهلي : أفشة يبحث عن عرض سعودي للرحيل عن الأهلي    الاتحاد السعودي يرصد رقمًا فلكيًا للتعاقد مع محمد صلاح    حدث في اليورو.. كتيبة "قصار القامة" تبدأ رحلة المجد بلقب 2008    طقس العيد حر نار..ذروة الموجة الحارة يومي الجمعة والسبت    عامل يتسبب فى حرق زوجته خلال مشاجرة بكرداسة    وزارة الثقافة: افتتاح 6 عروض جديدة على مسارح الدولة في عيد الأضحى    بلينكن: نعمل مع شركائنا فى مصر وقطر للتوصل لاتفاق بشأن الصفقة الجديدة    عاجل.. حقيقة وفاة طفل صغير أثناء فريضة الحج    أُعيد البناء 12 مرة.. كيف تغير شكل الكعبة عبر التاريخ؟    برنامج تدريبي توعوي لقيادات وزارة قطاع الأعمال العام والشركات التابعة لها    البورصة تستقبل أوراق قيد شركة بالسوق الرئيسى تعمل بقطاع الاستثمار الزراعى    مصرع طالب تمريض صدمه قطار عند مزلقان كفر المنصورة القديم بالمنيا    مراسل القاهرة الإخبارية من معبر رفح: إسرائيل تواصل تعنتها وتمنع دخول المساعدات لغزة    الرئيس السيسى يهنئ الملك تشارلز الثالث بذكرى العيد القومى    أيمن الشريعي: نعمل على حفظ حقوق إنبي وتنظيم اللوائح الرياضية    ل برج الأسد والحمل والقوس.. ماذا يخبئ شهر يونيو 2024 لمواليد الأبراج الترابية؟    بدون زيادة.. «التعليم» تحدد المصروفات الدراسية بالمدارس الحكومية للعام الدراسي الجديد    محافظ المنيا يشدد على تكثيف المرور ومتابعة الوحدات الصحية بالمراكز لضبط منظومة العمل وتحسين الأداء    ارتفاع درجات الحرارة ورفع الرايات الخضراء على شواطئ الإسكندرية    جهود لضبط المتهمين بقتل سيدة مسنة بشبرا الخيمة    ما هي أسعار أضاحي الجمال في عيد الأضحى ومواصفات اختيارها؟ (فيديو)    رئيس الأركان يشهد مشروع مراكز القيادة الاستراتيجى التعبوي بالمنطقة الشمالية    «الصحة» تنظم ورشة عمل لتعزيز قدرات الإتصال المعنية باللوائح الصحية الدولية    الاستخبارات الداخلية الألمانية ترصد تزايدا في عدد المنتمين لليمين المتطرف    عاشور يشارك في اجتماع وزراء التعليم لدول البريكس بروسيا    بتوجيهات رئاسية.. القوات المسلحة توزع عددا كبيرا من الحصص الغذائية بنصف الثمن    في ذكرى ميلاد شرارة الكوميديا.. محطات في حياة محمد عوض الفنية والأسرية    عزيز الشافعي: أغاني الهضبة سبب من أسباب نجاحي و"الطعامة" تحد جديد    "لا أفوت أي مباراة".. تريزيجية يكشف حقيقة مفاوضات الأهلي    بيان الأولوية بين شعيرة الأضحية والعقيقة    آيفون يساعد على الخيانة.. موجة سخرية من نظام التشغيل iOS 18    وزير الدفاع الألماني يعتزم الكشف عن مقترح للخدمة العسكرية الإلزامية    5 نصائح من «الصحة» لتقوية مناعة الطلاب خلال فترة امتحانات الثانوية العامة    «متحدث الصحة» يكشف تفاصيل نجاح العمليات الجراحية الأخيرة ضمن «قوائم الانتظار»    شبانة: حسام حسن عليه تقديم خطة عمله إلى اتحاد الكرة    «أوقاف شمال سيناء» تقيم نموذج محاكاه لتعليم الأطفال مناسك الحج    وزيرة الهجرة تستقبل سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر لبحث التعاون في ملف التدريب من أجل التوظيف    "مواجهة الأفكار الهدامة الدخيلة على المجتمع" ندوة بأكاديمية الشرطة    «الإسكان» تتابع الموقف التنفيذي لمشروعات المرافق والطرق في العبور الجديدة    أفضل أدعية يوم عرفة.. تغفر ذنوب عامين    إي اف چي هيرميس تنجح في إتمام خدماتها الاستشارية لصفقة الطرح العام الأولي لشركة «ألف للتعليم القابضة» بقيمة 515 مليون دولار في سوق أبو ظبي للأوراق المالية    يونيسف: نحو 3 آلاف طفل في غزة معرضون لخطر الموت    السكة الحديد: إجراء بعض التعديلات على القطارات الإضافية خلال عيد الأضحى    الجنائية الدولية تطلق حملة لتقديم معلومات حول جرائم الحرب فى دارفور    بطل ولاد رزق 3.. ماذا قال أحمد عز عن الأفلام المتنافسة معه في موسم عيد الأضحى؟    وزير الأوقاف يهنئ الرئيس السيسي بعيد الأضحى المبارك    تفاصيل مشاجرة شقيق كهربا مع رضا البحراوي    نصائح لمرضى الكوليسترول المرتفع عند تناول اللحوم خلال عيد الأضحى    أول تعليق من حسام حبيب على خطوبة شيرين عبد الوهاب (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأرياف تصدر الباعة الجائلين وعمال
»فواعلية «.. مؤهلات عليا!!
نشر في أخبار اليوم يوم 16 - 10 - 2013


شبح البطالة يهدد المصريين
شكلت الهجرة من الريف الي المدن صداعا مزمنا في رأس مصر، بشكل باتت معه القاهرة مشلولة تماما من الزحام وصعوبة حركة المرور، فضلا عن تكدس الباعة الجائلين الذين نزحوا من قراهم وجاءوا ليفترشوا ميادين العاصمة حيث شكلوا في إحدي الإحصائيات 60٪، ممازادت معه العشوائيات شكل ذلك عبئا كبيرا علي المرافق. الأخبار تفتح هذا الملف المهمل منذ عقود وتبحث عن اسباب الهجرة من الريف وماهي رؤية الخبراء لوقف الهروب المستمر من قري مصر الي مدنها خاصة القاهرة التي لم تعد تحتمل المزيد بعد ان وصل عدد سكانها الي 20٪ من إجمالي عدد المصريين ؟
التقينا بالمواطن " عبد الغني عبد الستار " الذي جاءمن الفيوم للعمل في " طائفة المعمار " له من الأولاد ثمانية يفتش في القاهرة عن " لقمة عيش " ليسد احتياجاتهم فيترك بلده كل أسبوعين قاصدا القاهرة يبحث عن رزقه رغم انه أجري - بحسبه- عملية في شرايين يده اليمني - ما جعله طريح الفراش لشهور، الا انه لا يزال يشق الظروف الصعبة لكي يعيش هو وأولاده متحديا مرضه.
يضع عبد الغني معاناته بين يدي القارئ ويقول "انه يعاني الامرين للحصول علي عمل خاصة عندما يعرف الزبون انه مريض ويده ضعيفة، الامر الذي يجعله قد لا يجد عملا طيلة فترة وجوده بالقاهرة مما يعقد الامور داخل أسرته جراء عدم وجود ما يسد احتياجاتهم ". يطالب " عبد الغني " الحكومة بالنظر الي فئة العمال بعين الاعتبار، فليست لديهم مهنة معينة - وعلي حد وصفه - "ارزوقية علي باب الله"، يعملون في اي شيء وبخاصة اعمال البناء والتكسير والهدم وحمل الحديد، كل هذه المهن التي تحتاج لقوة عضليةً، مطالبا بوجود مظلة للرعاية الصحية والتامين عليهم لعلاجهم حال الوقوع في المرض لأنهم يمرضون ولا يجدون من يعالجهم.
" عامل بليسانس "
" الأخبار" قامت بجولة للاستماع الي عمال التراحيل الذين يجلسون في شوارع القاهرة.، وإذ بها تفاجأ بشاب ويدعي " محمد صبحي" - 24 سنة - حاصل علي ليسانس اداب لغة عربية، وقد جاء من الفيوم يبحث عن عمل، واضعا امامه ادوات وعدة التكسير ينتظر الفرج ليقع الاختيار عليه من اصحاب الأعمال الذين يبحثون عن عمال، ولكي يفوز ب " يومية "توفر له مصروفاته.
سألناه لماذا تجلس علي الرصيف وانت حاصل علي مؤهل جامعي؟، فقال لنا بسرعة " انا فاض بي الكيل بعد ان اعياني البحث عن عمل يلائم مؤهلي فلم اجد اي وظيفة مناسبة وانا متزوج ومسئول عن اسرة، وظروف المعيشة الصعبة في القرية جعلتني اقررالهجرة الي القاهرة واسكن فيها في غرفة مشاركة مع عمال اخرين في سبيل ان اجد عملا
ويؤكد ان العمل في " طائفة المعمار " أيضا طاله البطالة مع زيادة عدد الجالسين في الشارع وقلة الطلب عليهم وعدم تقدير عملهم بالأجر المناسب.
محمد عواد- فلاح بسيط من محافظة الفيوم - هاجر الي القاهرة وترك اسرته، وجاء بابنته المريضة معه حتي يعمل وفي نفس الوقت يعالجها، يقول انه طاف بها علي مستشفيات مصرحتي يجد علاجا لابنته علي نفقة الدولة، ولكن دون جدوي فاضطر ان يتركها في بلدته الفيوم، ويبقي هو في القاهرة، واختار ان يعمل في مهنة العتالة فهي مهنة من لا مهنة له، ويقول محمد انه يجلس في الشارع علي الرصيف يوميا ساعات وايام في انتظار الرزق، موضحا انه علي الرغم من زيادة عملية البناء والمعمار، لكن قلة الطلب علي العمالة ادت الي انتشار البطالة بينهم، وطالب محمد وزير الصحة والمسئولين ان يعالجوا ابنته علي نفقة الدولة لانه علي باب الله، يعمل يوما وينتظر شهرا بدون عمل، ويحتاج لاكثر من 12 ألف جنيه لعلاج ابنته، وطالب الدولة الاهتمام بالفقراء.
" محمود يوسف " حاصل علي دبلوم صنايع جاءمن اسيوط للعمل بالبناء، هجر الفلاحة وترك الارض وجاء الي القاهرة للبحث عن عمل بعد ان ارتفعت اسعار الأسمدة وندرت المياه مما زاد ملوحة الارض التي بارت فهجرها وجاء الي القاهرة ليسكن في منطقة عشوائية يدفع إيجار 2000جنيه شهريابالمشاركة مع زملائه.
يطالب " محمد يوسف " بضرورة ان تنظر اليهم الحكومة وتخصص لهم علاجا علي نفقة الدولة لانه يعاني من قساوة المرض وآلام الظهر جراء المهنة الشاقة التي يعمل بها.
" سبع صنايع "
الشيخ رجب رجل المهام الشاقة كنا يلقبه أهالي منطقة النزهة التي اتخذها مقرا لإقامته وعمله هو وأسرته، فقد جاءوا معه من الفيوم لمشاركته في العيش بالقاهرة وليه نوا عليه قلة العمل ومتاعب الدنيا، فهو حقاً رجل ذو مواصفات خاصة لانه يقوم بجميع الاعمال،- كما يقول - سبع صنايع- فتجده في تكسير بلاط الشقق، رفع مخلفات المباني، غسيل السيارات والسجاد، جميع اعمال السباكة، الترميمات، وتوريد رمل وزلط للمباني المجاورة،
اشتهر بالعمل الجاد، فهو ا كثر من 10 ساعات يوميا وينام قليلا، معروف بانه اخرشخص ينام في المنطقة واول من يستيقظ.
يقول الشيخ رجب ان ظروف الحياة في الفيوم صعبة لدرجة ان الناس هجروها نتيجة للبطالة، فهو لايذهب الي بلدته الا في الاعياد والمناسبات ليزور اقاربه ثم يعود الي القاهرة مرة أخري حيث عمله.
" بطالة مزمنة "
" محمد عبد الحميد " عامل من الفيوم يقول انه بعد ان اسودت الدنيا في وجهه قرر الهجرة الي القاهرة وترك اطفاله الثلاثة وراء ظهره واتخذ حجرة مشتركة مع زملائه في نفس المهنة يعمل طيلة اربعين يوما ثم يذهب الي بلدته.
يوكد لنا " محمد " ان الالات الحديثة وخلاطات المونة والادوات الرافعة تسببت في زيادة معدلات البطالة ووفرت 15 عاملا علي الأقل في كل موقع وهذا مازاد من معدل بطالتهم.
يشرح لنا " حسين خلف " مأساته ويقول انه عامل البناء ترك المنيا وقرر الهجرة الي القاهرة ليطرق ابواب الرزق بعد ان بارت الاراضي الزراعية وارتفعت قيمة الايجارات الاراضي للفلاح.
في ظل ظروف مرضية طالته من العمل أدت الي وجود مرض في قدمه يعوقه عن العمل
" مرض وفقر"
يروي عم حسين معاناته مع المرض والفقر واولاده الاربعة الذين لا يقدر علي سد احتياجاتهم، بالاضافة الي مصروفاته هو وحده في القاهرة، مؤكدا انه يذهب لهم كل 3 اسابيع حتي يطمئن عليهم ويعود لمواصلة رحلة البحث عن لقمة العيش التي كلفته
ساقه، فقد أكلتها الرطوبة ولم يعد يستطيع المشي عليها وهو منذ سنوات علي هذا الحال، ويأمل ان تمتد اليه اياد رحيمة تفتح لهم" طاقة " رزق في قريته.
ويقول فتحي عوض عامل بناء من الفيوم- انه قرر الهجرة الي القاهرة للبحث عن مصدر رزق للانفاق علي ظروفه الصعبة المتمثلة في مرض ابنته بينما هو ينفق علي ثلاثة اطفال آخرين.
ويقول عطية فكري- عامل انه جاء للقاهرة للبحث عن عمل وحتي يتمكن من العلاج، علي نفقة الدولة، مضيفا انه ترك وراءه اربعة اطفال دون عائل.
و في موقف عبود التقينا " محمد حمدي " من كفر الشيخ طالب بكلية طب جامعة القاهرة - يبحث عن وسيلة مواصلات تحمله الي جامعة القاهرة، يقول انه جاء ليدرس الطب في جامعة القاهرة، ويقيم في المدينة الجامعية، شارحا معاناته عند حضوره للقاهرة اسبوعيا حتي يتمكن من مواصلة دراسته الجامعية، مطالبا الدولة ان توفر للطلبة وسيلة مواصلات امنة وتسهل لهم العملية التعليمية، وخاصة بعد الثورة مع زيادة المظاهرات والاضرابات الفئوية.
الناس غلابة
ويقول الحاج محمد صاحب " فرشة فول " في موقف عبود ان الزبائن التي تحضر للقاهرة من الاقاليم تتعدد مطالبهم، لان الناس غلابة وتعبانة فمنهم من جاء للعلاج واخرين للبحث عن عمل او زيارة بعض الاقارب، وبعضهم لانهاء بعض الاوراق الرسمية من الهيئات والوزارات.
في ميدان رمسيس جلس ياسر وجيه عامل بشركة كريازي 24 سنة من المنيا - يقول انه اعتاد الحضور للقاهرة منذ 7 سنوات كل 20 يوما للعمل، لانه خاطب ويريد ان يتزوج، مضيفا انه اضطر الي النزوح للقاهرة لان الناس في الصعيد لم تستطع شراء اراض زراعية لارتفاع سعرها، لذلك اتجه الشباب للقاهرة، موضحا ان اشقاءه الثلاثة ايضا يحضرون للقاهرة للعمل فيها.
اما هشام احمد - سباك من سوهاج- جلس علي الرصيف في ميدان رمسيس شبه نائم من شدة التعب يحمل حقيبته ينتظر اي سيارة تحمله لبلده، يقول انه يحضر للقاهرة منذ 8 سنوات مرتين في السنة، مشيرا لمعاناته لفراق اهله وقريته ولكنه مضطر لعدم وجود فرصة عمل في سوهاج.
خالد محمود سباك من المنوفية جلس بجوار هشام زميله في المهنة شارحا اسباب نزوحهم من بلدهم الي القاهرة حيث انه اعتاد منذ سنوات الاقامة في القاهرة لفترة شهر ثم العودة الي بلدته لمساعدة اسرته في العيش، لارتفاع مستوي المعيشة والغلاء، وعدم وجود بنزين او سولار لتشغيل الماكينات الزراعية، بالاضافة الي ارتفاع قيمة ايجار الاراضي الزراعية للفلاح التي يقوم الفلاح بزراعتها مقابل ايجار شهري، وقلة الموارد في الارياف.
الباعة الجائلون
يقول محمد حسين - بائع الفاكهة المتجول- انه جاء من الفيوم منذ سنوات وترك اسرته المكونة من اربعة اطفال وزوجة وراءه، وجاء الي القاهرة بحثا عن رزق، بعد ان جفت الارض واصبحت تكلفة زراعتها لا يقدر عليها، واتخذ حجرة في منطقة فيصل، والغريب انه يقوم ببيع بضاعته في منطقة مصر الجديدة، مضيفا ا نه يرجع لبلدته في الفيوم ليري اولاده كل شهر، بهذه الطريقة وجد محمد حلا لمشكلته، متحملا مشقة السفر وفراق اولاده طلبا للرزق، فهو رقم من ضمن الاف الباعة الجائلين الذين افترشوا الارصفة في كل ميادين مصر واصبحوا قنبلة موقوتة تهدد الشارع المصري، حيث ان اكثرمن نصفهم جاءوا من الاقاليم يزاحمون باعة القاهرة، لدرجة اغلاقهم طرقا بالكامل في اشهر ميادين القاهرة مثل ميدان رمسيس والتحرير وطلعت حرب والاسعاف والجيزة فلم تسلم منطقة منهم ومناطق العشوائيات مثل فيصل وامبابة ومنطقة وكالة البلح التي خرج منها الباعة الي وسط البلد دون رقيب.
تطبيق اللامركزية
تقول د. لبني عبد اللطيف- استاذ الاقتصاد في جامعة القاهرة ان من اهم اسباب النزوح من الاقاليم للحضر هو البحث عن وجود حياة افضل ودخل افضل، موضحة ان سبب الهجرة راجع لعدم وجود خدمات صحية في الأرياف، وعدم وجود استثمارات، موضحة ان المجتمع القوي يقوم علي اقتصاد قوي.
وحول رؤيتها للقطاع الزراعي تقول " الدكتورة " لبني " ان التصنيع الزراعي في اوروبا موجود في الريف، فهو عنصر رئيسي في اقتصاد اوروبا، موضحة ان الزراعة في مصر اصبحت زراعة حضرية اي علي اطراف المدن والريف بعد بوار الارض وتصحرها وتجريفها وتحويلها لمباني، وقلة الارض الزراعية،مشيرة الي انتشار العشوائيات في القاهرة والاسكندرية لتوافر الخدمات فيهما، مؤكدة ان الحل في تطبيق اللامركزية.
ويطالب د. عبد القوي خليفة - وزير المرافق والمياه السابق - بوقف نزيف الهجرة من الريف الي محافظة القاهرة، لعدم تحمل كل هذا العبء علي مرافقها من مياه وكهرباء ومواصلات وتعليم وصرف وزيادة العشوائيات بشكل مخيف، موضحا انه ان الاوان لتطوير وتنمية الريف وتوفير الخدمات الاساسية وفرص العمل، حتي يخف العبء علي محافظة القاهرة.
انتكاس الزراعة
ويلخص محمد برغش وكيل حزب مصر الخضراء تحت التأسيس- اسباب هجرة الفلاح ويقول " انه منذ عام 2005 حدث تحول خطير في الزراعة المصرية، حيث تم استيراد اعلاف سيلولوزية من الصين مصنعة من ريش الطيور الملوث بانفلونزا الطيور، و برغم انه تم حظر استيراد اية اعلاف من الصين منذ عام 2000، وتم استيراد سلالات من رؤوس ماشية تحمل امراضا جديدة من دول افريقية ومعروفة لدي البيطريين، ثم جاءت بعد ذلك انفلونزا الخنازير، موضحا ان كل هذه العوامل اثرت علي الفلاح المصري لان 90٪ من الثروة الحيوانية تعتمد علي صغار المربيين، وبالتالي دمرت مقومات الفلاح البسيطة من الثروات الحيوانية التي تدر له عائدا يعيش منه، وباعها وحلت محلها حديد واسمنت، بعد ان تخلت الدولة عن دورها تجاه الفلاح، وارتفاع سعر شيكارة السماد ووصلت في السوق السوداء في عام 2007 الي 240 جنيها، وفي الجمعيات التعاونية 75 جنيها، وتعثرت حياة الفلاح، وكانت الدولة تدير الزراعة بدون عقل.
يؤكد برغش ان الزراعة اهم ركائز الامن القومي المصري، واذا ازدهرت تحقق الامن الاجتماعي والاقتصادي، مشيرا الي ان كل هذه الاسباب ادت الي ارتفاع مستلزمات الانتاج، وترك الفلاح بدون مساعدة او ارشاد زراعي حتي تطعيم الحيوانات كان مجانيا والان فرضت عليه رسوما، ويشير برغش الي ان الفلاح عند بلوغه سن الستين لايجد مظلة تامين صحي او معاش يعينه علي الحياة، ولا تقوم الدولة بتعويضه عن مخاطر الزراعة، ولا حتي التأمين علي المحاصيل الزراعية او الحيوانية، مؤكدا علي ان اوضاع الفلاحين اصبحت اسوأ بعد ثورة 25 يناير لانعدام الامن وارتفاع مستلزمات الانتاج، ولم تقدم الدولة المساعدات للفلاح لتمكينه من تصدير محاصيله من الموالح والارز والبطاطس، وتساءل لماذا كل هذا الاهمال، فالفلاح دافع للضرائب، وعليه فقد هانت عليه الارض التي كانت عرضة وباعها لتصبح مباني وحلت الخراسانات محل سنبلة القمح، اصبحت والدولة عاجزة عن اتخاذ اي اجراء،مشيرا الي ان كل فدان يتم تحويله الي مباني يحرم 5 مصريين من فرص العمل و11 مصريا من الطعام، وهوكله ثقة ان الخبراء لا يعرفون لغة الارقام هذه.
وتؤكد الدكتورة مني يوسف - رئيس قسم البحوث واستطلاع الرأي بالمركز القومي للبحوث ان العامل الاقتصادي وقلة فرص العمل من اهم عوامل الهجرة من الريف للقاهرة، بالاضافة الي قلة الانتاجية الزراعية، وارتفاع معدلات الذكور عن الاناث في محافظات الجذب وزيادة عدد الاناث في محافظات الطرد، ومع ازدياد النمو السكاني في محافظات الجنوب، كل هذا ادي الي النزوح للمدن، مشيرة الي بعض الدراسات التي اثبتت ان غالبية المهاجرين من الشباب ونصفهم غير متعلم، موضحة ان عودة المصريين من دول الخليج جراء الحروب وثورات دول الربيع العربي، وتشديد اجراءات الهجرة في الدول الاوروبية، ومنافسة العمالة الاسيوية الرخيصة للعمالة المصرية، والطفرة المعمارية التي تشهدها مدن الحضر، كل هذه اسباب ادت لهذا الهروب
وتظل هناك مهن لاتجد لها مكانا وافرا في المحافظات مثل الصحافة والاعلام، لتمركز وسائل الاعلام المقروءة والمرئية من جرائد او قنوات فضائية في محافظة القاهرة، مما دعا الاغلبية العظمي من الطلبة حديثي التخرج الي الاقامة في القاهرة لايجاد فرص عمل واشباع رغبتهم في العمل الصحفي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.