منذ ثلاثة أعوام ونصف العام دخلت سوريا أتون قتال لا ينتهي أتي علي الأخضر واليابس وفتح الباب علي مصراعيه إلي دخول المتطرفين من كل صوب وحدب لتتحول عروس الشام إلي بيئة حاضنة للإرهاب. وبدأت دول غربية بقصد أو دون قصد في تسهيل إجراءات «تصدير» الإرهابيين إلي أن ظهر تنظيم «داعش» لترتعد فرائص الغرب ويبدأ حملة عسكرية ضده بعد أن استشعر خطره ليس فقط علي سورياوالعراق ولكن علي دول عدة. إلا أن تلك الحملة وإن بدت في ظاهرها إيجابية للقضاء علي الظاهرة الداعشية إلا أن باطنها يتطلب الحذر إلي ما أبعد من ذلك. فتصريحات الرئيس التركي منذ أيام عن إنشاء «منطقة آمنة» في سوريا كملاذ للاجئين الذين يفرون من مقاتلي «داعش» قد تكون بداية لتفتيت سوريا وتقسيمها إلي دويلات كما حدث في العراق وانفصال شماله إلي إقليم يتمتع بالحكم الذاتي. أيضا التصريحات التمهيدية بالتدخل البري «المحدود» في سوريا قد تكون غطاءا لتدخل عسكري غربي موسع للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد ليتكرر مرة أخري السيناريو العراقي الذي بدأ بتدخل دولي ولم ينته حتي الآن رغم مرور أكثر من 11 عاما عاشها البلد علي وقع التفجيرات الإرهابية والانقسامات السياسية والصراعات الطائفية وأصبحت أراضيه مستباحة لتنازعات إقليمية لا نهاية لها. ورغم مرور أكثر من أسبوع علي الحرب الذي يشنها التحالف الدولي علي «داعش» في سورياوالعراق إلا أن ما تحقق ميدانيا لم يكن هو المأمول حتي الآن فالتنظيم ما زال يسيطر علي مساحات شاسعة من الدولتين، والخسائر الكبري كانت في البني التحتية لاسيما في سوريا التي تعاني في الأساس من اقتصاد منهار، فقصف أكثر من 12 مصفاة للنفط تحتاج لسنوات لإعادة بنائها لن يهزم «داعش» بقدر ما يهدم دولة