«أدعو شيخ الأزهر لتشكيل لجنة من العلماء لعلاج من أصابهم المس أو السحر حتي لا يعبث بهم المشعوذون والدجالون.. فمن غير الأزهر نلجأ إليه لدرء هذا الشر..» لم أصدق أن ما كتبته عن مس الجن في هذا المكان سيلقي كل هذا الصدي.. لقد كتبت عن حالة واحدة رأيتها بنفسي وتأثرت من عذاب أهلها ومعاناتهم وهم يبحثون ويتشبثون بكل بارقة أمل لتخرج ابنهم من هذه الأزمة القاسية دون جدوي. فإذا بي أجد العديد من الاسر المكلومة بإصابات مماثلة احتار الطب النفسي فيها. فلجأوا بعده إلي المعالجين بالقرآن وما أكثر الدجالين والمشعوذين فيهم، ولجأوا بعدهم الي من ادعوا أن لهم معرفة بالسحر والاعمال السفلية.. وللأسف انكشفت الاسر واصبحت أسرار حياتها مشاعا واستمرت أزماتهم تتحدي وهم مازالوا يبحثون عن يد حانية وعالمة تأخذ بأيديهم الي بر أمان.. وهذا ما دعاني لأن أوجه دعوة الي شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب ليأمر فورا بتشكيل لجنة من العلماء العارفين الراغبين في تقديم المساعدة والعون لهؤلاء الناس. فمن غير الازهر وعلمائه الاجلاء يمكن ان نلجأ اليهم في مسائل العلاج بالقرآن وصد السحر وفك الاعمال؟! هذه اللجنة الرسمية تحت مظلة الأزهر ستكون بر أمان لكل من انقلبت حياته بسبب شر السحر والحسد والمس. ولهذه اللجنة ان تعلن للناس عن روشتات علاج وأن تقدم نصائح للوقاية.. فأكثر الحالات نجمت عن جهل وعدم دراية في إدارتها شئون حياتها أو عدم أخذها بالاذكار والادعية المسنونة والآيات والسور القرآنية المخصوصة للحماية والوقاية. وأظن ان الازهر لو تعاون وتصدي بواقعية لهذه المشاكل فإن المجتمع كله سيدين له بالفضل وسيوقف بعلمائه المحترفين ممارسات المشعوذين والدجالين ومصاصي الدماء الذين يستغلون جهل الناس ومعاناتهم فيبتزونهم تحت وهم العلاج في غيبة المعالجين الحقيقيين من علماء الأزهر. وقد أعطاني أحدهم روشتة صغيرة لحماية كل انسان علي مدار اليوم وهي أذكار الصباح والمساء التي أحرص شخصيا عليها منذ سنوات بعيدة.. قال لي: هذه الاذكار ليست ترفا تقولها او لا تقولها.. وإنما هي أصل في حياة كل انسان مسلم وترديدها مع التفكر فيها قبل غروب الشمس وقبل شروقها بإلتزام يحمي الانسان من كل شيء. والله سبحانه وتعالي ينادينا في الحديث القدسي «عبدي اذكرني قبل الشروق ساعة وقبل الغروب ساعة اكفيك ما بينهما».. فهي ضمان وصك حماية ورعاية يكفلها الله لكل من تكون اذكار الصباح والمساء جزءا من حياته. وهي عبارة عن ورقة صغيرة تضعها في حافظتك وتحرص عليها حتي تحفظها عن ظهر قلب تضم آيات قرآنية مخصوصة ومنها آية الكرسي ومنها قل هو الله أحد.. والمعوذتان من قرأهم ثلاث مرات صباحا ومساء تكفيه من كل شيء.. قال العالم الجليل إن كثيرين يتهاونون وينصرفون عن الاذكار فيتركهم الله لأنفسهم وينصرف بوجهه عنهم فليس لهم حماية ولا وقاية بسبب تفريطهم وانشغالهم عنها.. واضاف: اما الذين أصابهم مس أو عين حاسدة او سحر فلكل مقام مقال.. ولكل حالة ما يناسبها طبقا لظروفها واعطاني فضيلته ثلاث ورقات بها آيات قرآنية مخصوصة طلب مني ان أقرأها علي كمية كبيرة من الماء بحيث يكون فمي قريبا جدا من الماء الموضوع في إناء كبير.. وبهذا الماء يشرب ويغتسل الصبي (خارج الحمام) ولا يلقي بالماء في البالوعة تكريما له وإنما يسقي به زرعا أو ما شابه وتوضع كمية من الملح الخشن (الرشيدي) فيما تبقي من الماء لتغسل به أرض الشقة بالكامل. ووعدني بزيارة الصبي ليرقيه بآيات القرآن.. ولا أخفي عليكم أنني قررت تحوطا أن أفعل ما أوصاني به لنفسي وأهلي وأنصح به اصدقائي وقرائي لعل ذلك يكون علما نافعا او عملا صالحا ينتفع به الناس.. نعم القضية مفتوحة وستبقي كذلك حتي يأخذ شيخ الأزهر الشريف قراره بتشكيل لجنة من العلماء العارفين لينقذوا الملتاعين من الضحايا الذين ضاقت بهم السبل ولا يعرفون لمن يلجأون.