كيف يحدث هذا التداخل بين الجن والانسان؟ واذا حدث المس فما السبيل لاخراجه ومن هم العلماء القادرون علي ذلك وقبل هذا كيف السبيل لنحمي انفسنا قد يبدو الموضوع غريبا ولكنه واقع مسكوت عنه، تعيشه اعداد كبيرة من العائلات المصرية تتألم في صمت دون ان تجسر بإفشاء اسباب آلامها او تجد وسيلة تنهي عذابها.. نعم فنحن لا نعيش في هذا الكون بمفردنا وانما يجاورنا فيه مخلوقات اخري خلقها الله من نور او نار واقصد بهم الملائكة والجن.. والمشكلة تكمن في التداخل الذي قد يحدث بين الإنسان والجن.. وهنا تحدث المصيبة التي تقع علي افراد في الاسرة اضعف من ان تتحمل هذا العذاب، كيف يحدث هذا التداخل وما الاسباب التي تشجع الجن ان يمس الانسان واذا حدث التداخل ما السبيل إلي اخراجه ومن هم العلماء القادرون علي فعل ذلك واين هم.. وقبل ذلك وبعد، هو كيف يتقي الانسان هذا العذاب قبل ان يقع فيه؟ كيف يحمي نفسه واسرته ويقويهم بذكر الله والتعوذ به من الشيطان واتخاذ الاحتياطات والاذكار المسنونة الواقية لحمايته من المس علي امتداد اليوم والليلة؟ اسئلة كثيرة تحتاج لصفحات للاجابة عليها طرحتها علي نفسي وانا اتابع حالة ابن احد اصدقائي لم يبلغ الخامسة عشرة من عمره وهو يعاني وتتألم معه اسرته كلها منذ اسابيع وهم يبحثون عن منقذ حقيقي وغير مدع يخرجهم من مأساتهم. لقد تحول الصبي اليافع الذي كانت رؤيته تسر العين من فتوته ونضارته واصبح كيانا هزيلا متهاويا زائغ البصر لا يقدر علي شيء.. واهله من حوله اعانهم الله في ذهول يعانون مثله وربما اكثر.. وانا هنا اتساءل اذا كان ما يحدث حقيقة تفرض نفسها وينبري لها رجال يعالجون بالقرآن الكريم فلماذا لا يتصدي الأزهر الشريف بعلمائه الاجلاء لهذه الظواهر القاسية ويشكلون لجنة أو هيئة منهم تتلقي شكاوي المكلومين وتتعامل معها وتتدرأ عنهم الدجالين والمشعوذين ومصاصي الدماء. نعم.. فللاسف لم نعد نعرف من الصادق والكاذب والمحتال منهم.. الظاهرة موجودة.. وحقيقية فلماذا لا يقترب الأزهر من حياة الناس ومشاكلهم المستعصية ويقدم لهم العلاج الناجح بالقرآن ومن السنة المطهرة بأصول وعلم وجدارة. انا اتعجب ان الأزهر الشريف الذي أنشأ جامعة عريقة بها كليات للطب وللصيدلة مازال حتي الان يترك الطب النبوي بكل ما فيه من عطاءات والقرآن العظيم الذي فيه شفاء ودواء يتركهما دون ان يخصص لجانا تبحث وتنقي وتحدد ما فيه مصلحة الناس. لقد انذرت نقابة الاطباء طبيبا يعالج بعض مرضاه بالحجامة والقسط الهندي وانذرته بغلق عيادته اذا عاد إلي هذه الوسائل العلاجية التي اوصي بها الحبيب صلي الله عليه وسلم. والحديث في صحيح البخاري «خير ما تداويتم به الحجامة والقسط الهندي».. ورغم هذه الجرأة من النقابة لم يتحرك الأزهر مدافعا أو مؤصلا للصحيح من الطب النبوي.. اذا صح التعبير- وانما ترك الامر وكأنه لا يعنيه- واستمر طلاب الأزهر في كليات الطب والصيدلة يدرسون ما يملي عليهم من الغرب وتركوا وراءهم كنزا عظيما مهدرا كانت الجامعات الاوروبية تنهل منه حتي القرن العشرين ثم تحولت منه للكيماويات والعقاقير وبراءات الاختراع التي تدر المليارات وانقلبت علي الطب النبوي تحاربه وتشكك فيه حتي لا يقوض ارباحها.. ورغم ذلك انظروا إلي كليات الطب البديل التي تنشأ في امريكا والصين والهند ودول اخري وكيف تنهل من الطب النبوي بينما نحن المسلمون ننظر اليهم ونروي عنهم بإنبهار دون ان تمتد ايدينا ونكلف علماءنا بأن يخطوا الخطوة الصحيحة لتنقية صيدلية الرسول مما لحق بها من خرافات علي امتداد الزمن من جانب بعض الدجالين والمشعوذين.. وهذا ما يدعوني لمطالبة العالم الجليل الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر لان تكون هذه بصمته التي نذكره بها علي امتداد الزمان. أما السحر والمس والحسد يجب النظر إليه بطريقة علمية لها اصول ومتخصصون نلجأ اليهم في العلن لنطلب الحماية والوقاية.. وقانا الله جميعا من كل الشرور.