رحبت مصر بالتحرك الأمريكي لمكافحة داعش بشرط أن يكون تحت لواء قرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن. حالة ضبابية تسيطر علي مصر والمنطقة العربية من أجل إنشاء تحالف دولي لمحاربة الإرهاب وبالذات داعش. ما يعلنه الغرب وأمريكا يبدو مبشرا وصادقا ولكننا كعرب نحتاج أن نكون علي حذر وأهبة الاستعداد لما ستسفر عنه الاجتماعات الدولية ولا ننخدع بما فعلته أمريكا والغرب من رغبتها في القضاء علي الإرهاب بعد أن انكشف لنا الملعب وثبت ان الإرهاب من صنيعة المخابرات الأمريكية.. لقد حذر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز عاهل السعودية أن الإرهاب الذي تشهده المنطقة العربية سيمتد ليطال دولا جديدة وسيصل أوروبا وأمريكا قريبا ما لم تجند الدول جميع امكانياتها للتصدي للارهاب.. وتزامنت تصريحات العاهل السعودي مع صرخات المسئولين الأمريكيين بأن تنظيم داعش هو سرطان ممتد وان أمريكا عازمة علي عدم السماح له بالتمادي في أفعاله ودعا جون كيري وزير خارجية الولاياتالمتحدة في جولاته بالشرق الأوسط إلي رد موحد وتحالف دولي للقضاء علي داعش وأعلن أوباما أمام حلف الأطلنطي (الناتو) ضرورة وضع استراتيجية ضد الدولة الإسلامية (داعش)خاصة بعد أن أظهروا وحشية وقسوة بالغة بذبح ضحاياهم الذي امتد إلي ذبح مواطنين أمريكيين وان لديهم عتاد حربيا ثقيلا ومتطورا غنموه من الجيش العراقي الذي فر من أمامهم وأنهم يحصلون علي أفضل تمويل بعد استيلائهم علي بعض آبار البترول العراقي وبيعهم النفط (رغم انهم يبيعون البترول لتركيا التي تبيعه بدورها لإسرائيل).. وسارعت أمريكا بشن ضربات جوية علي قوات داعش أثبتت عدم فاعليتها حتي الآن وأصبحت داعش التنظيم الذي صنعته المخابرات الأمريكية والتي لم تحسب حسابها بأن مولودها ستنفتح شهيته لالتهام الجميع وان السحر انقلب علي الساحر فتخطوا الحدود والمرسوم لهم واستولوا علي آبار البترول التي تعتبرها أمريكا خطا أحمر وملكا لها كمستعمر جديد في المنطقة وبالأمس استضافت السعودية اجتماعا عربيا أمريكيا لمناقشة قضية الإرهاب والتنظيمات المتطرفة في المنطقة وقد ضم الاجتماع دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن ولبنان وتركيا وأمريكا.. وحسنا ما فعلته مصر التي أعلنت ان القاهرة ترحب بالتحرك الأمريكي والدولي لمكافحة داعش بشرط ان تكون المشاركة في إجراءات عملية أمنية فإنها ينبغي ان تكون في إطار قرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي.. ومما يزيد حدة التفاؤل قيام جون كيري وزير خارجية أمريكا بجولة شملت الأردن والسعودية لبناء تحالف دولي لمواجهة مقاتلي الدولة الإسلامية وأن أوباما تعهد ببناء ائتلاف واسع يضم أكثر من 40 دولة ويستمر لسنوات من أجل القضاء علي تكفيري داعش. ويجب ألا ينسينا التفاؤل ان نكون علي يقظة كاملة وان نتعامل مع الأمور بحنكة دون استدراج لمواجهات عسكرية خارجية وأن يكون التنسيق كاملا بين مصر والسعودية ومجابهة محاولات شق الصف العربي.. وبجانب هذا لابد لنا من تدعيم التقارب المصري الروسي والاستفادة من خبرات المخابرات الروسية معنا.. ويبقي السؤال الأخطر هل استفاقت أمريكا وأوروبا بأن الإرهاب سوف يصل إليها فسعوا إلي تشكيل تحالف دولي أم ان تحركات أمريكا تدخل ضمن مؤامرة تقسيم الشرق الأوسط.. الإجابة بالطبع عند الأمن القومي المصري.. ووسط هذه الأجواء غير المضمونة ووسط حبنا وتقديرنا للرئيس السيسي هل من المناسب سفره لحضور اجتماعات الأممالمتحدة في مثل هذه الظروف!