الضجة القائمة والقلق المتصاعد الآن في الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الغربية، حول العمليات الإرهابية والجرائم الدموية التي ترتكبها «داعش» ضد مواطني هذه الدول، هي نوع من الاستفاقة المتأخرة وبعد فوات الأوان،..، وهي اعتراف بالخطأ الجسيم الذي وقعت فيه هذه الدول، عندما تصورت انها يمكن ان تتحالف مع الجماعات الإرهابية، وتستخدمها لتنفيذ أهدافها وتأمن شرها في ذات الوقت. وليس خافيا علي احد في العالم الآن، ان الولاياتالمتحدة قد وقعت في خطأ تصور امكانية احتوائها لجماعات وتنظيمات الإرهاب والتطرف في الشرق الاوسط والمنطقة العربية، واستخدامهم لتحقيق توجهاتها وتنفيذ أغراضها السياسية في المنطقة،..، ومنها علي سبيل المثال إثارة القلاقل ونشر الفوضي وهدم أركان الدول، في اطار أهدافها الاستراتيجية المعلنة بإعادة رسم خريطة المنطقة، وقيام الشرق الاوسط الجديد. ولم يعد سرا أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها الغربيين قد شرعوا في تنفيذ ذلك بالفعل، بالاتفاق والتفاهم مع الجماعات والتنظيمات المتطرفة والإرهابية في المنطقة، خلال السنوات القليلة الماضية، التي سبقت وتلت أحداث الربع العربي، وذلك بالاشتراك المباشر للاطراف الاقليمية الضالعة في التنفيذ علي أرض الواقع وهي تركيا وقطر والتنظيم الدولي للإخوان وفرعه الرئيسي في مصر وتابعه في غزة. وفي هذا الاطار جري ما جري في المنطقة، وحدث ما حدث فيها من فوضي واقتتال وحروب أهلية، وانهيار وتفكك وسقوط أسس وأركان العديد من الدول العربية ابتداء من العراق ثم اليمن وبعدها سوريا ثم ليبيا، ...، وكانت مصر هي المقصد والهدف اثناء ذلك كله ومن قبله ومن بعده، لولا عناية الله وثورة الشعب ويقظة الجيش وتنفيذه لإرادة المصريين. والقصة لم تنته بعد، فمازالت فصولها مستمرة علي أرض الواقع العربي، ونحن بالقطع ندين الفظائع والجرائم الإرهابية التي قام ويقوم بها «داعش» وغيرها، ونحن أيضا في الصف الاول المحارب ضد الإرهاب،...، ولكننا في ذات الوقت نأمل ان تكون الولاياتالمتحدة قد استفاقت وأدركت صواب الرؤية المصرية في خطورة الإرهاب علي المنطقة والعالم كله، وعليها هي ايضا.