بات خلط الأوراق المتعمد هو سيد الموقف الآن فيما يحدث ويجري في مصر الآن وهو الذي يحرك الأحداث علي ذلك النحو غير المرغوب فيه وغير المفهوم في الكثير من الأحيان.. فما الذي يفعله الإخوان هل هم يستعدون العالم علينا؟ ولمصلحة من؟ وهل أصبحت شهوة الحكم والسلطان هي التي تحركهم وقد أعمت عيونهم بحيث راحوا يطوحون بالوطن كله في أتون صراخ وحرب لن يكون فيها كاسب بالكلية وأن الخسران المبين سوف يكون من نصيبهم لماذا لم يستمعوا إلي صوت الضمير؟ أم أن الضمائر قد حذرت تحت نشوة الكرسي المزعوم وتلك الشرعية التي يتشدقون بها وتعلوا أصواتهم في الميادين بها.. لماذا يأتي كل هؤلاء الذين يتوافدون علي مصر ويعقدون العديد من المؤتمرات التي هي أشبه بالمؤامرات ويجلسون مع قيادات الإخوان لساعات لاندري ما الذي يقولونه وما الذي يفعلونه وما الذي يخططون له.. ماذا تريد الولاياتالمتحدة؟ نحن نعلم ماتريده ولكن ليس ماتريده هي علي وجه التحديد ولكن مايريده الصهاينة واللوبي الصهيوني الذي لابد وأن تكون كلمته هي المسموعة وهو ينفذ أجندة قديمة ومعروفة ولكننا نحن الذين دائما ماننسي ولدينا ذاكرة قصيرة المدي لا نتذكر إلا يقع من بضعة أيام أو حتي شهور أو سنتين علي الأكثر.. ولكن هناك من لهم الذاكرة الطويلة المدي والذي يعرفون كيف يصطادون في المياه العكرة وحتي الصافية ولهم توقيتات زمنية يرون أنها هي الأنسب لتحقيق ذلك الهدف أو أن عليهم الإنتظار حتي تأتي الفرصة المواتية لهم لكي مايحققون مايريدون والذين ينتظرونه مند سنوات بل وعقود طويلة ما الذي جري للإخوان وقياداتهم وكيف ذلك التقارب المشبوه بينهم وبين الولاياتالمتحدة من جهة وإسرائيل من جهة أخري هل يتحقق فيه ذلك القول وهو أننا قد أصبحنا بالفعل أمام مؤامرة صهيوإخوانية لماذا ذلك الإنزعاج الأمريكي المريب والذي يؤكد بالفعل علي أن الولاياتالمتحدة لديها صفقة مع الإخوان وإلا لماذا أتت أشتون وغيرها وطلبت الجلوس مع مرسي وقد جلست معه بالفعل ذلك ما لم يحدث مع مبارك رجل الولاياتالمتحدة الأول في المنطقة والذي بالفعل جعلها تثق فيه وتعتمد عليه وقد أزاح الدور الإسرائيلي من المنطقة باعتبارها اليد الطولي للولايات المتحدة والقادرة علي تحقيق مصالحها في المنطقة.. مبارك ذلك الرجل الذي كان بالنسبة لإسرائيل وللمنطقة أحد عناصر الاستقرار المحورية وتلك حقائق سياسية ولكن عندما ثار عليه شعبه بدأت تنصحه وتقدم له الإرشادات بأن عليه أن ينصاع لمطالب شعبه وقد قدم الرجل بالفعل استقالته أو تنحي بعد عدة أيام أيا كانت ظروف ذلك التنحي وأسبابه ولكنه في النهاية تنحي وقد حوكم ولم تتحرك إسرائيل أو الولاياتالمتحدة ولو بمجرد تعليق.. أن مايجري يؤكد علي أن القصة قد تفوق الإخوان بكثير أن الإخوان ما هم إلا أحد الحلقات في سيناريو تآمري طويل وأن الإخوان ماهم إلا طعم للأسف ولكنهم قد صدقوا أنهم بالفعل قوة لايستهان بها وأنهم يمكن أن يعودوا إلي الحكم مرة أخري من خلال الضغط الخارجي ومن خلال تلك السيناريوهات التي يقومون بها وتلك الحشود التي يمكن أن تحشد مصر أكثر منها بما لايقاس ولكننا نريد أن نهدأ ونستقر حتي لاتسقط البلد وتنهار أن الأمر الذي لاشك فيه الان أن مايجري مايحدث الآن يقف وراءه مخطط طويل الأمد وهو يريد أن تسقط مصر كشعب وكدولة وذلك لصالح إسرائيل أو بتعبير أدق لصالح المخطط الصهيوني طويل المدي ومن المؤكد أن الجيش والمؤسسات السياسية في مصر قد تكون قرأت ذلك السيناريو وحددت ملامحه ولكنها قد تجد الموقف من الصعوبة الآن للتصرف حياله ومعه ولاسيما وأن الإخوان قد صاروا بمثابة الشوكة التي تقف في الحلقوم وهم تلك القطعة من الشطرنج التي تحركها الآن الولاياتالمتحدة وإسرائيل في محاولة هي إفساد ثورة30 يونيو تلك الثورة الساحقة والماحقة والطبيعية لأنها قد خرجت من قلب الشعب وتريد أن تشوه دور الجيس وتشبيه ماحدث بأنه إنقلاب عسكري وهما في الولاياتالمتحدة في إسرائيل اللذين أوحوا للإخوان بذلك.. والأمر ببساطة هو أن ثورة30 يونيو قد قطعت عليهم الطريق وقد قطعت عليهم أحلامهم فهم أرادوا أن يجنبوا أنفسهم مغبة العمليات الانتحارية التي تهدد المصالح الأمريكية هنا وهناك وتصيبهم في مقتل دون أن تتوفر لديهم قدرة حقيقية للرد كما يزعمون.. وهي تدرك أن مثل هذه التنظيمات الدولية قد أصبحت أحد الوحدات السياسية في النظام الدولي والتي لابد من التعامل معها وأن تؤثرة بقوة حتي ولو كان ذلك التأثير سلبيا كما أن لها مصالحها ولها أهدافها وأنها حتي وإن كانت غير رسمية إلا أنها تعد أحد مصادر التهديد القوية للأمن القومي الأمريكي بصفة خاصة وأحد مصادر التوتر في العلاقات الدولة بصفة عامة ومن ثم فهي من الأفضل لها أن تقترب منها تعرفها عن قرب وتعرف ماهي نقاط القوة والضغف فيها حتي يمكن لها أن تأمن شرها من جهة ومن ناحية أخري وضع خطة أو أسلوب للتعامل معها من خلال مايعرف في المصطلحات السياسية الامريكية تفكيك البنية التحتية للإرهاب وأن المسألة بالنسة لهم مسألة توقيت وأن ماتفعله الآن في موقفها من مصر يأتي في إطار ذلك المخطط هو تفكيك البنية التحتية للإرهاب من خلال خلق بؤر للصراعات الداخلية بين هذه التنظيمات والوحدات السياسية التي تعيش بداخلها أو حتي من خلال محاولة تمليكها لها وحكمها وهي تعلم جيدا أنها لن تجيد التصرف وأنها سرعان ماتصطدم بما لديها من أجندات مع الشعب ومن ثم يحدث مايحدث وهي بذلك تتمكن من تحقيق هدف هام وواضح جدا وهي أن تجعل هذه التنظيمات تنكفأ علي نفسها في صراعات داخلية أو ممارسة قواعد اللعبة السياسية التي سوف من المؤكد تقودها للصدام.. وبذلك تتخلص من شرها.. لذلك هم يقفون مع الإخوان ويؤازرونهم لأن حلمهم لم يتحقق ولم يمض سوي عام علي الحكم حتي إستفاق الشعب وعرف تلك المصائب والكوارث التي تنتظر مصر ولعل ذلك هو الأمر الموجع بالنسبة لأمريكا وإسرائيل فقد كان الإخوان ورقة رابحة لهم بالنسبة للشرق الأوسط وقضية الصراع العربي الاسرائيلي أي أنها كانت المعبر الذي من خلاله سوف تصدر القضية الفلسطينية بكل أثقالها من خلال إقامة وطن بديل لهم في سيناء وكانت سوف تجعل مصر تتحمل كل أعباء ذلك الكيان الاقتصادية إذ أنه من المعروف عندما قام شارون بالانفصال من طرف واحد أي دون الرجوع إلي الفلسطينين حيث قام بذلك في قطاع غزة وهي قطاع يفتقر إلي المصادر الاقتصادية التي يمكن أن تسمح بأ يقوم ككيان مستقل بذاته أدرك العالمين ببواطن الأمور أن اسرائيل قد استطاعت أن تضرب عصفورين بحجر واحد وهي أن تبدو أمام العالم علي أنها الدولة المسالمة التي تقر بالسلام وتعترف بحقوق الطرف الفلسطيني في الاستقلال فمنحت له قطاع غزة بينما أحتفظت هي بأهم القطاعات ذات القيمة الاقتصادية العالية وفي ذات الوقت قد تكون بذلك قد عزلت الفلسطينيين داخل سجن كبير يمكن لها التحكم فيها ورأينا كيف قد أذاقتهم الويلات ومارست أشد وأقصي أنواع العنف عليهم علي مرأي ومشهد في العالموكيف منعت عنهم المعونات الخارجية وكيف قد عزلت القطاع عن العالم وأغلقت في وجههم المعابر علي الرغم من إتفاقية المعابر ولم يجدوا سوي مصر التي كانت تفتح لهم المعابر عندما يعلقون ولكن دون أن يؤدي ذلك إلي المساس بالأمن القومي المصري كما هو حادث الآن.. الأمور واضحة ولكن علي الإخوان كفصيل من ذلك الشعب أو كمواطنين مصريين ومسلمين أو حتي غير المسلمين فكلنا ذلك الوطن سواء عليهم أن يأصلوا غريزة الانتماء الوطني والقومي ويغلبوها علي ماعداها وأن الدين كله إنما الله تعالي وعليهم أن يدركوا أن عقارب الساعة لن تعود إلي الوراء وأن ما حدث في الماضي لايمكن أن يحدث في هذه الأيام كالانقلاب الذي قامت به الولاياتالمتحدة علي مصر في(1965) بعد الثورة علي الشاه وعزله وإعادة الشاه لن يحدث فمصر ليست كأية دولة في المنطقة فهي دولة لها تاريخها وقوتها وشعبها يعرف معني الكفاح والنضال وليس الإخوان فقط كما يتوهمون.. عليهم أيضا ألا يضعوا النموذج الفلسطيني أمامهم والذي أضر بالقضية الفلسطينية أيما ضرار وذلك عندما رأينا لأول مرة في التاريخ حكومة تنقسم علي رئاستها( السلطة الفلسطينية) وقامت بالاستقلال بقطاع غزة وقامت مذابح ومجازر بين حماس وفتح أبناء الشعب الواحد كان العالم كله يشاهد مايحدث ويقول هل هؤلاء هم الذين يمكن أن تتعامل معهم إسرائيل وتجلس للتفاوض معهم هؤلاء هم حماس الذين يريدون صنع وطن آخر والذي يؤيدون الإخوان.. علي الإخوان أن يستفيقوا وأن يسرعوا بالإنضمام إلي الحضن ويدركوا مايحيط بهم وأن مصر دولة ذات كيان ولها تاريخ طويل ومن الصعب أن ترتدي جلباب أية دولة أخري إلا جلبابها ومن يتفكرون في غير ذلك واهمون علي الإخوان ألا يخلطوا الأوراق فذلك لن يفيد وسوف يقود إلي دمارهم وهو ما لا نرضاه وستبقي مصر تلك هي الحقيقة الوحيدة فيما يحدث الآن والتي نؤمن بها.