في إطار المصارحة الواجبة، وحتي لا يكون هناك لبس أو فرصة لفهم خاطيء لدي البعض، لابد أن نقول بوضوح تام في ظل الظروف الحالية، وما يتعرض له قطاع غزة من عدوان، ان مصر عند موقفها الثابت المؤيد للقضية الفلسطينية والمدافع عن الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في العيش بأمن وسلام داخل دولته المستقلة علي الاراضي المحتلة عام 1967 وعاصتمها القدس الشريف. وعلي الجميع ان يدرك بوضوح، انه بالرغم من المواقف المعوجة والتوجهات الملتوية.. والممارسات السلبية، التي قامت وتقوم بها حماس تجاه مصر وشعبها، والتي بلغت ذروتها طوال الثلاث سنوات ونصف الماضية وحتي اليوم، إلا ان ذلك لم يؤثر علي موقف مصر المبدئي تجاه القضية الفلسطينية. وفي هذا فمن البديهي والطبيعي ان تكون مصر ضد العدوان الإسرائيلي الغاشم علي غزة، وان تسعي مصر لوقف هذا العدوان، وانقاذ الشعب الفلسطيني من عمليات القتل والدمار التي تشنها إسرائيل عليه في غاراتها الوحشية المستمرة ليل نهار علي القطاع. والمبادرة التي أعلنتها مصر منذ ايام خلال الاجتماع الطاريء لوزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة العربية، تهدف في الاساس والجوهر لوقف القتال، ووقف نزيف الدم الفلسطيني المسفوح هناك، وهو ما لم يتحقق للأسف نتيجة رفض حماس المقنع وعدم قبولها السريع والصريح للمبادرة، والتستر وراء حجة واهية تقول انها لاتزال تدرس المبادرة، بينما قبلتها اسرائيل، وهوما اعطاها ذريعة امام العالم باستئناف العدوان من جديد. وأحسب ان موقف حماس من المبادرة المصرية، هو اضافة جديدة لمواقفها المعوجة والسلبية السابقة، ليس تجاه مصر فقط، بل تجاه الشعب الفلسطيني في غزة ايضا، الذي يتعرض في كل لحظة لمزيد من القتل والدمار. وأقول بوضوح انه كان من الواجب ان تقبل حماس المبادرة بوقف القتال فورا ثم تحمل شروطها الي مائدة المفاوضات مع بقية الفصائل الفلسطينية مثل الجهاد وغيرها، وتحت رعاية السلطة الفلسطينية والرئيس عباس وهو ما يعطي قوة ومصداقية للجانب الفلسطيني في سعيه للحصول علي حقوقه المشروعة،...، ولكن ذلك لم يحدث للأسف.