عبدالقادر شهيب ما أن تبين للكافة أن المشير السيسي يعتزم الترشح للرئاسة وان كان لم يعلن ذلك، فقد سعي البعض لفرض وصايته علي المرشح الأوفر حظا في الوصول الي رئاسة الجمهورية.. وهذا أمر مثير للدهشة لأن أحدا أيا كان لايمكن له أن يدعي وجود فضل له في الفوز المتوقع ان يحققه المشير السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، في ظل الشعبية الجارفة التي حظي بها.. الجماهير وحدها هي التي منحته ثقتها وطالبته بالترشح وهي وحدها دون غيرها التي لها أن تطالبه بأن يفعل ماتريد وان يمتنع عن فعل مالا تريد.. أما هؤلاء الذين انفصلوا عن هذه الجماهير وتعالوا عليها فليس لهم حق مطالبة السيسي بأي شيء بمناسبة ترشحه للرئاسة، لأنهم لايمثلون الشعب. ومع ذلك فإن هؤلاء لانهم لا يعون ذلك فإنهم سارعوا باسم الشعب الذي يستنكر حديثهم باسمه الي فرض وصايتهم علي المشير السيسي.. ولجأوا في ذلك الي وسيلتين.. الأولي مطالبته باختيار فريق رئاسي له علي غرار ماسبق أن حاولوا القيام به مع محمد مرسي مقابل دعمه.. بل إنهم اختاروا للسيسي هذا الفريق الرئاسي بأنفسهم ليضمنوا مناصب تنفيذية جاهزة لبعض من كانوا يطمحون في الوصول الي منصب رئيس الجمهورية وتعوقهم الشعبية الجارفة للمشير في تحقيق هذا الطموح. أما الوسيلة الثانية في محاولة فرض الوصاية علي السيسي فهي تتمثل في صياغة برنامج انتخابي محدد له يوقعون عليه وإلزامه به، وذلك علي النقيض مما يحدث في أي منافسة انتخابية، حيث يعد المرشح الرئاسي برنامجه ويطرحه علي الناخبين.. وهكذا يسعي هؤلاء الذين يدعون احتكار الحديث باسم الثورة والشعب الي فرض وصايتهم مبكرا علي المشير السيسي بالترشح الي المنصب الرئاسي، رغم ان ثمة اتفاقا عاما بأن الثورة المصرية كانت بلا قيادة ولا يمكن حصر قيادتها في شخص أو بضعة اشخاص، فضلا عن ان الجيش كان مشاركا فيها حينما ساهم بانحيازه للشعب في تنحي مبارك ثم في عزل مرسي. هؤلاء الذين يحاولون الوصاية المبكرة علي السيسي لا يختلفون في شيء عن هؤلاء الذين ينظمون حملات نفاق له.. كلاهما يشترك في رغبة التربح من وراء المشير السيسي وتحقيق منافع خاصة جدا.. لكن كل هؤلاء تنتظرهم خيبة أمل كبيرة.. فإن المشير بشعبيته الهائلة محصن ضد الوقوع في حبائل هؤلاء أو غيرهم.. ولعلنا نتذكر كيف سارع بالرد علي من تحدث باسم الشعب في أحد احتفالات القوات المسلحة وقال له لايحق لاحد التحدث باسم الشعب.. لذلك سوف تفشل كل محاولات الوصاية علي المشير السيسي.. وايضا حالات النفاق له.