لست ادري لماذا يتعامل المصريون مع بعضهم بفوقية ونزعة استعلاء غريبة جدا، فالكل يتعامل علي انه الوحيد الاذكي ، ويظهر ذلك جليا في الاونة الاخيرة ، وخاصة في مؤسسات الدولة، لقد ادت الايادي المرتعشة وغياب المحاسبة، الي اطلاق العنان لكل مسئول ان يتحكم ويستغبي مرؤوسيه ، وزادت نزعة الظلم والتهميش ووضعهم في اطار محدد حتي يتم السيطرة عليهم من خلال اتهامهم بالفشل والضعف وإدخالهم في ازمات وهمية مفتعلة، حتي يتمكنوا من السيطرة علي مفاصل المؤسسة او المنصب الذي يشغلونه، والغريب ان هذه الفئة اصبحت هي التي تتحكم في قرارات مصيرية ادت بدورها الي تدهور مؤسسات الدولة ، نتيجة تحكم هذه الفئة التي لا تعد علي اصابع اليد الواحدة في كل مجريات الامور وبسط سلطاتهم، بل وصل الامر الي اتهام البعض بتهم وجرائم لم يرتكبوها، مما ادي الي حدوث فوضي في مؤسسات الدولة، بالاضافة الي تدهور المنظومة التعليمية والصحية والخدمية التي تقدمها الدولة ، وحتي المحافظات تراجع دورها مما فاقم من تراكم القمامة وانتشار الباعة الجائلين، كما تراجع دور ادارة المرور واصبح الذهاب والعودة لعمل الناس والمدارس عذابا يوميا ،و تراجع دورها في ضبط ايقاع الشارع، واصبحنا مثل المماليك الذين بيخلصوا علي الصعاليك، واللي يلحق يحصل علي كل شيء من اي مكان يشغله بدون رقابة.