اختلف العاملون في السوق حول تقييم الدور الرقابي الذي تقوم به إدارة البورصة حاليا.. وذلك علي الرغم من البيان الذي أصدرته إدارة البورصة تؤكد فيه حرصها علي عدم التدخل الإداري في مشكلات بعض الشركات وأزمات السوق موضحة أن هذا لا يعني إغفال دورها الرقابي، وإنما يقصد من ذلك السعي لعدم التدخل "إداريا" باتخاذ قرارات لحماية أسعار الأسهم من الانخفاض لأن الأصل في الأسواق المالية هو حرية التداول في ظل اتجاه تحدده فقط أحجام العرض والطلب. فالبعض يري أن البورصة تقوم بدورها المنوط بها في الرقابة علي التداول.. في حين يري آخرون أن أسباب تدهور الأوضاع في البورصة عدم وجود استراتيجية واضحة للعمل مما أدي لهروب العديد من الاستثمارات الأجنبية من البورصة المصرية. طالب الخبراء بضرورة تحديد جهة واحدة فقط لتلقي كل ما يتعلق بالأحداث الجوهرية والقرارات المؤثرة علي أداء الشركات ومستقبلها من الشركة علي أن يكون ذلك إلكترونيا. مراقب أكد إيهاب سعيد - عضو مجلس إدارة شركة أصول للوساطة في الأوراق المالية - أن دور إدارة البورصة لا يعدو أن يكون مراقبا لعمليات التداول فقط وليس من شأنها ارتفاع أو انخفاض أسعار الأسهم الأمر الذي مازال مختلطا علي بعض المستثمرين نتيجة قيام بعض رؤساء البورصة السابقين بأقحام أنفسهم بشكل غريب في تحليل أداء السوق بل وأبداء الأسباب حول أسباب الصعود أو الهبوط واعطاء التوصيات والتي دائما تكون بالاحتفاظ بالأسهم وعدم البيع بخسارة وعندما هبط السوق من مستوي ال12000 نقطة إلي مستوي ال3000 نقطة فقد المستثمرين الثقة في الجهة الإدارية التي كانت تنصحهم بعدم البيع في السابق!! الأمر الذي في بداية تولي السيد محمد عبدالسلام رئاسة البورصة المصرية طالبته به وهو البعد عن إبداء الآراء في السوق ولكن يبدو انه لم يستمع لهذه النصيحة وبدأ هو الآخر في اعطاء التوصيات بل وانتقاد المحللين علي توصياتهم التي لا تتماشي مع وجهة نظره والتي تتجلي في أن أسعار الأسهم في البورصة المصرية أقل من قيمتها وبالتالي ينصح المستثمرين بالاحتفاظ بأسهمهم!!.. الأمر الذي أتوقع أن يسبب له المتاعب مستقبلا لاسيما إذا واصلت السوق تراجعها. المضاربات وعن الدور الرقابي للبورصة أشار عضو مجلس إدارة شركة أصول إلي أن انخفاض قيم التداولات والتحركات العرضية لأغلب الأسهم قد خففت الكثير من الضغوط علي إدارة البورصة نظرا لعدم وجود المضاربات الحادة التي كانت تتم في السابق وأيضا أضحت إدارة البورصة تمتنع عن التدخل في أي عمليات مضاربة تشوبها التلاعبات إلا في حال تمام التيقن وبالأدلة الدامغة من هذه التلاعبات خوفا من غضب حاملي الأسهم. وأما فيما يتعلق باليد المرتعشة فهو أمر أصبح هو السمة السائدة في جميع قطاعات الدولة وبالتالي لم يكن مستغربا علي الإطلاق قيام إدارة البورصة بعمل حوار وطني حول تفعيل الشورت سيلينج واخذ رأي المتعاملين فيه!! بل وقد وصل الأمر إلي تعليقه هو والتداول في ذات الجلسة علي أساس النظرية المكتشفة حديثا من قبل إدارة البورصة "نظرية التوازن"!!.. خوفا من غضب المتعاملين.. وأري أن الطريقة التي عادت بها اليكو إلي داخل المقصورة خير دليل علي الأيادي المرتعشة داخل البورصة المصرية! قرارات حاسمة اختلف وائل النحاس - المستشار الاقتصادي وخبير أسواق المال - مع الرأي السابق مؤكدا أن أسباب تدهور الأوضاع في البورصة عدم وجود استراتيجية واضحة مما أدي لهروب العديد من الاستثمارات الأجنبية من البورصة المصرية إضافة إلي عدم وجود قرارات رادعة تحسم الخلاف بين مساهمي الشركات المدرجة ومستثمريها الرئيسين من خلال المشكلات السياسية والاقتصادية التي يمر بها مستثمروها الرئيسيون داخل السجون مما إدي إلي انهيار الأسهم وانخفاضها لمستوي الهوية. أما عن الأيدي المرتعشة التي أدي هروب الاستثمارات فقد أدت في الوقت نفسه إلي هروب المتداولين والمضاربين الرئيسيين الذين يحركون المؤشرات يوميا ويتساءل النحاس ما هو المنطق لقيام رئيس البورصة برحلات ترويجية محاولة لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية وتجاهل الأفراد والمؤسسات بالبورصة المصرية؟!