الخطر الأكبر في مصر لا يتمثل فقط في الانفلات الأمني والتراجع الاقتصادي بل يسبقهما الفوضي في العلاقة بين الرئيس والمرؤوس في العمل.. لا الرئيس يريد ان يكون عنده دم وينسي العصر الذهبي للهبش والتكويش ومخالفة الضمير.. ولا المرؤوس عنده ذوق ويراعي الخيط الرفيع في علاقة الاحترام مع رئيسه، فأصبح حرا طليقا في مرمطته واشاعة الفوضي في العمل، واختلاط الحابل بالنابل، فتحولنا جميعا الي رؤساء بلا مرؤوسين وهي أعلي درجات الفوضي، وأصبح الاكفاء والجهلاء علي حد سواء في المطالبة بالحقوق الأمر الذي ينذر بضياع روح المنافسة والانحدار الشديد في مستوي الأداء المهني وجودة الانتاج. وإذا كان الانفلات الأمني والانهيار الاقتصادي يمكن مواجهتهما باجراءات تضع لهما نهاية مهما طالت.. فإن فوضي العلاقة بين الرئيس والمرؤوس تتحول الان إلي ثقافة وطبيعة بشرية تتسرب إلي الجينات ولا يصلح معها أية اجراءات.. بما يؤدي في النهاية الي تدمير ذاتي لكل مؤسساتنا. وأنا اراقب هذه الفوضي في حالة اتحاد الكرة مثلا الذي يتجه سريعا الي التدمير الذاتي بالانقلاب العلني الصارخ علي سمير زاهر من مرؤوسيه الذين تحركهم أصابع خفية.. وحتي اذا افلت من هذا التدمير، فإنهم جميعا الاتحاد سوف يفاجئون الوسط الرياضي بالانقلاب علي رؤسائهم في الدولة وتحدي ال 8 سنوات بسيناريو شيطاني مع »الفيفا« خاصة ان الرؤساء المفترضين غير موجودين الآن، حيث تتحرك الرياضة بالذات الآن في خريطة وهمية لدولة غير موجودة.