اليوم يتسلم المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية نص وثيقة الدستور الذي أعدته لجنة الخمسين، بعد الانتهاء من إقراره بكامل مواده في ثلاث جلسات علنية، بطول يومي السبت والأحد الماضيين شهدت تصويتا الكترونيا علي كل مادة من مواده البالغ عددها 247 مادة، ثم تصويتا شاملا علي مجمل الدستور. وعملية التسليم التي تتم اليوم، وما يتلوها من قيام الرئيس بطرح الدستور للاستفتاء العام، تؤكد ان مصر قطعت خطوة ليست بالقليلة علي الطريق الصحيح لتنفيذ خارطة الطريق، التي التزمت بها بعد ثورة الثلاثين من يونيو، والتي تنص علي اعداد الدستور أولا، كضرورة لازمة لبناء الدولة وإقامة مؤسساتها التشريعية والتنفيذية علي اساس صحيح. ولقد كان واضحا طوال الأيام والاسابيع والشهور الماضية منذ بدء تكليف لجنة الخمسين بالمهمة السامية والرفيعة لإعداد وثيقة الدستور الجديد، مدي الجهد الكبير والمكثف الذي بذلته اللجنة بكامل اعضائها لإنجاز هذا التكليف بتلك المهمة الوطنية، ذات القيمة العظيمة في دلالتها ومعناها وما تضمنته من تشريف للمكلفين بالقيام بها. وللحقيقة والتاريخ، لقد كان عمرو موسي رئيس لجنة الخمسين علي قدر الثقة فيه، وعلي قدر المسئولية الجسيمة والعظيمة الملقاة علي عاتقه، بما اتصف به من كفاءة وحكمة بالغة في ادارة وقيادة سفينة الخمسين، بما تضمه من خبرات وكفاءات عديدة ومتنوعة من رجالات مصر وسيداتها، الممثلين لكل فئات الشعب ومستوياته الاجتماعية والسياسية والثقافية و المهنية المختلفة. واستطاع الرجل بما يتحلي به من موضوعية وتجرد وفهم واستيعاب لدقة الموقف وأهمية الظرف التاريخي الذي تعيشه مصر ان يصل بسفينة الخمسين إلي مرفأ النجاة، محققا آمال جموع المصريين في دستور جديد يعبر تعبيرا صحيحا عن طموحات .. وتطلعات الشعب، في دولة ديمقراطية حديثة وتقوم علي الحرية والحق والعدل والقانون، وتحقق الكرامة والمساواة لكل المواطنين علي أساس المواطنة وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية. اليوم من حق عمرو موسي وجميع اعضاء لجنة الخمسين ان نقدم لهم الشكر علي ذلك الإنجاز الرفيع الذي قاموا به، .. ومن حق مصر ان تفخر بدستورها الجديد، الذي يعبر بصدق عن اهداف ثورتها وتطلعات شعبها.