أيقنت ان لكل منا أجندته الخاصة.. وان مصر تحتل سطورا قليلة في صفحة من مفكرة صغيرة.. تستخدم للتجميل. مصر التي نضعها في أول الكلام من أجل تبرير أي فعل.. فيأتي الكلام معسولا بحب مصر والنضال من أجلها، ثم نستطرد في مطالب وأقوال تخالف بل تناقض ذلك تماما. مصر هي أمي، التي تغنينا بها.. لم تعد هذه الأم.. بل أصبحت أما شعرها منكوش، متسخ، لم يغسل منذ سنين.. ملابسها قديمة، ممزقة، رثه.. تعيث في الأرض تائهة ضائعة.. تنظر إلي أبنائها بحسرة، تلملم شتات عقلها.. تعاتبهم »ليه عملتم كده فيا«، هو أنا خلاص هنت عليكم.. سبتوني أتوه منكم.. وكل واحد بيحسب مكاسبه، ويدور علي مصالحة.. نسيتوا ان مصلحتكم كلكم في مصلحة أمكم. طب الإخوان وطلعوا قاسيين.. ومن زمان وهما عني بعيدين.. وليا عاقين.. رضعتهم من لبن صدري، وقلبهم عليا حجر، رغم ان قلبي عليهم انفطر.. والثوار نازلين.. عاملين مظاهرات ومحتجين.. ومع الشرطة مشتبكين.. علي فكرة.. ولادي كلهم أحرار وثوار.. ومحدش يتاجر بالثورة.. ويقول عشانك يا مصر يا حرة.. اللي بيحصل مش علشاني ولا من أجل سواد عيوني.. حد يقوللي لمصلحة مين؟!. صحيح قانون التظاهر مش عاجبني، وفيه حاجات كثيرة ما ترضنيش.. فاكرين يا عيال لما كنتم صغيرين، وباقلوكم كل يوم الصبح وأنتم نازلين، علي المدرسة رايحين.. خلوا بالكم وأنتم بتعدوا الطريق، بصوا يمين وشمال.. ولما تلاقوا الطريق فاضي عدوا.. لحسن يجي واحد سرحان ولا عربية طايشة تخبطكم.. فاكرين هي دي قواعد عبور الطريق.. أهو القانون كده، لازم نحترمه حتي ولو كنا له كارهين.. أمال عايزين سيادة القانون إزاي.. السيادة أفعال مش كلام.. ولا عايزين تعملوا زي الإخوان العاقين. ما تتبعوا خطوات القانون، وتنزلوا تتظاهروا زي ما أنتم عايزين.. ولو عن القانون مش راضيين، فيه طرق كثيرة ممكن بها نعدله أو حتي نلغيه.. وكله بالقانون.. إذا كنتم للعدل راغبين. ولا أنتم للفوضي قاصدين، ومش ناويين تجبوها لبر.. وأفضل أنا تايهة منكم.. حرام عليكم هو أنا مش صعبانة عليكم.. أنتم كده من ساعة 52 يناير وأنتم عمالين طالعين نازلين وفي دوامة الفوضي دايخين وغرقانين. والمشكلة أنتم فرحانين.. محدش عاوز يهدا ويبص عليا، ولا يسأل في أمه مصر.. أنا خلاص زعلت منكم كلكم.. ومش رجعالكم.. وربي وقلبي غضبانين عليكم.. وأبقوا شوفوا لو حد فيكم كسب ولا ربح.. طول ما أنا تايهة منكم.. لازم تعرفوا قدري، وتتأكدوا اني مش للتجميل أو سلم للوصول لغاية أو هدف علي حسابي يامصلحجية.