من باب العتب

يادي النور.. يادي !

د. محمود عطىة
طبيعي ان يتنكر النور" السلفي للتقدم الحضاري والتاريخي للمرأة ويتغافل عن دورها الحيوي في بناء الحضارة الإنسانية المتنامي ..أظن دورها لا يحتاج إلي دفاع منا ولا منه.. والأشد اتساقا مع فكر "النور" إعلانه صراحة انه ضد مساواة المرأة بالرجل في مواد دستور الإخوان "الطبعة الثانية".. ويبرر موقفه بأنه لو سمحنا "بالكوته" للمرأة وأخذت نصيبها ربما كل الفئات المستضعفة تطالب بكوته.. و"النور" ذو المرجعية السلفية مازال يتمسك بنظرة الاستعلاء القديمة علي المرأة ويحاول جرجرة المجتمع لأفكاره المتحفية مع أنها أفكار لم تعد صالحة للاستعمال الآدمي.. ولا أفهم كيف يظن ان المرأة اقل شأنا من الرجل لمجرد انه "بشنبات"..!
وبعد مشاركة المرأة في ثورتين وتأثيرها الطافح في الانتخابات تستجيب "الخمسين" لأفكار تصلح للجاهلية الأولي لمجرد اعتراض فرد "النور".. وكيف يتسرب الضعف "للخمسين" أمامه ..أليس مطلوبا بعد ثورتين انصاف المرأة"مصنع الرجال" التي نعلم دورها في الخفاء وننكره في العلن ..!
أليس عجبا بعد ثورتين ألا نتوافق علي ما أصبح معلوما بالضرورة بمدنية الدولة وثورة "يونيو" قامت ضد حكم اشتممنا منه رائحة الاستحواذ وقيام دولة فاشية فثار الشعب ضدها.. كيف تم التراجع أمام فرد "النور" ونتناسي موقفا مبدئيا ثورنا من أجله وهو مدنية الدولة حتي نئد الفتنة.. وتبرر"الخمسين" موقفها من حذف مدنية الدولة بأن الدستور به المواد التي تحفظ قوام الدولة المدنية.. وإذا كان ذلك كذلك.. لماذا تخشي "الخمسين" وتحذفها وتلجأ لأساليب المناورة والإتيان من الخلف .. كأنها "عاملة عملة".. يبدو أننا سنعيش طويلا في جلباب الوكيل الحصري للإخوان "النور".. كلما استمعت لأفكار عشوائية صلحت لزمانها وبداهة لا تصلح للعيش في عصر كثيف المعرفة..رددت بيني وبيني نفسي يادي "النور" يادي..!