أسامة شلش أحلي ما في المصريين ومصر أنهم لا يعرفون اليأس حتي في أحلك الأوقات أنه شعب وبلد يفعلون المستحيل ولنا في حرب أكتوبر التي نحتفل بذكراها الأربعين هذه الأيام عبرة وتجربة فقد هزمنا في تلك المعركة اليأس نفسه وعبرنا الجسر كما قال الزعيم الراحل الشهيد أنور السادات ما بين الرجاء والأمل. ليس هناك في تاريخ مصر أسوأ من 9 يونيو عام 7691 ذلك اليوم الذي اعترف فيه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بالنكسة.. كانت سيناء قد احتلت بالكامل ودُمر الجيش المصري ومات الشهداء وأصيب آلاف آخرون وكان الطريق للقاهرة التي كانت مظلمة في ذلك اليوم تئن تحت أصوات الغارات وأصوات المدافع وهي لا تدرك إلي أين المصير!! هذا في رأيي اليوم الذي لم تر مصر مثله في تاريخها ورغم ذلك خرج هذا الشعب العظيم صاحب الإرادة الفولاذية بدفع رئيسه الذي خسر معركة يتقدم الصفوف مرة أخري ليعيد البناء من جديد وما هي إلا أيام قليلة وبدأت مصر معركة رأس العش ثم معركة إغراق إيلات في شهر نوفبر بعد شهور قليلة من نكسة 76. هذه هي مصر التي لا تعرف المستحيل وهذا هو شعبها الذي يصنع المعجزات ويقهر المستحيل، أليس هذا الشعب وتلك الأمة هي التي حققت معجزة العبور لأكبر مانع مائي عرفه التاريخ، بعدها أكد الخبراء العسكريون أن اقتحامه يحتاج لقنبلة ذرية أو أكثر وأن مصر ستفقد ما بين 05 الي07 ألف جندي في أول لحظات الاقتحام إذا حاولت العبور ورغم ذلك نجحت في التحدي وحققت ما كان حلما سرابا وأصبح الآن دروسا تقدمها الاكاديميات العسكرية في علومها لدراستها. أليست مصر وجيشها التي قهرت خط بارليف المنيع بمدفع المياه الذي قدمه ضابط في الجيش وكان معجزة بما حققه من نتائج أذهلت العالم حتي الآن لبساطتها وقوتها الماضية التي حققت لمصر العبور. هذه هي مصر وهؤلاء هم المصريون قاهرو المستحيل ورواد التحدي أقول ذلك لهؤلاء الذين خرجوا وذبحوا المنتخب القومي بعد هزيمة كوماسي وأعترف أنها هزيمة قاسية وكبيرة خاصة أنها جاءت مع إشراقة أمل أضاءها نفس هذا الفريق بفوزه في مراحل التصفيات الأولية ليحقق العلامة الكاملة فائزا علي كل من قابلهم من فرق ذهابا وإيابا، هو نفسه المنتخب بأغلب عناصره مدعومة ببعض اللاعبين الموهوبون.. الجديد الذي حقق بطولات افريقيا قبل سنوات قليلة. هؤلاء كان عليهم أن يعرفوا أن هناك مباراة اخري مدتها 09 دقيقة هي مباراة العودة صحيح أنها صعبة وقاسية وبكن ليكون لنا في أكتوبر عبرة لقد كان اصعب بكثير ولكن مصر تجاوزته. سيقول المتشائمون هل يمكن لنا التعويض بخمسة أهداف دون رد وأقول وما المانع لقد كان عبور القناة الذي كان مستحيلا »حلما« ولكن حققته مصر بالقاضية الفنية كما يقولون في حلبات الملاكمة وعندما افاقت اسرائيل كانت مصر قد حققت المعجزة بالكامل. لدينا 09 دقيقة كاملة ولدينا الإرادة ولدينا شعب يقف خلف الفريق، هي معركة سنخوضها قطعا دون تردد رضينا أو أبينا وعلينا جميعا أن نستعد لها جيدا بلا انهزامية أو يأس نؤدي واجبنا بعد أن نعد العدة الجيدة ولعل يوم 91 نوفمبر يكون يومنا بإذن الله وكما أصابوا مرمانا بأهدافهم الستة التي جاءت بأخطاء فقد يكون يوم نحسهم وندعو لذلك ليكون يوم نصرنا وتتحقق المعجزة التي ننتظرها عزيزي الصديق طاهر أبو زيد وزير الرياضة أحييك علي موقفك بأننا سنخوض المباراة وسنؤدي دورنا وليوفقنا الله وكلنا خلف فريقنا القومي الذي لطالما فرحنا وأسعدنا وحتي لو لم يوفق سنقول له هاردلك.