محمد عرفة سيظل نصر أكتوبر 73 .. معجزة عسكرية بكل المقاييس والمعاييرالحربية فقد استطاعت القوات المصرية ظهر يوم 6 أكتوبر أن تتخطي وتحطم أكبر مانع مائي في تاريخ البشرية والتي أقامته إسرائيل علي الجانب الشرقي لقناة السويس وكانت تتفاخر به أمام العالم وتصفه بأنه الخط المنيع الذي لا يمكن عبوره. وهذا ماجعل خبراء العسكرية في العالم يؤكدون هذه المزاعم الأسرائيلية و يعلنون بأن مصر تحتاج إلي قنبلة نووية لعبور خط بارليف وأنها أذا حاولت فهذا فسيؤدي لهزيمة محققة لن يكتب بعدها لمصر أي تواجد بعد هزيمتها بالتأكيد وفقا للأكاذيب التي تروجها الأبواق الصهيونية والتي كانت تؤكد أن القوات المصرية ستغرق حتما في مياه قناة السويس.. ولكن المصريين استطاعوا بقوة الأرادة وبعزيمة الأبطال وقوة المحاربين وإيمانهم بالله سبحانه وتعالي وأن النصر من عنده وأن سنوات الإنتظار الطويلة التي رابضوا خلالها علي ضفة القناة منذ نكسة يونيو 67 وإرادة شعب صابر بكل فئاته وطوائفه وتعطش قواته المسلحة إلي إثبات قدرة المقاتل المصري وعزيمته علي العبور من النكسة إلي نصر يعيد الكرامة لمصر والعرب.. استطاعوا أن يزلزلوا خط بارليف و إقتحامه بخراطيم المياه التي لجأت إليها العبقرية الهندسية للجيش المصري وفتحت فيه ثغرات عديدة نجحت من خلالها قوات المشاة و المظلات أن تدخل سيناء تحت مظلة ضربات قوية للمدفعية والصواريخ التي شاركت في إطلاقها تجاه خط بارليف -برا وجوا وبحرا- وما هي إلا ساعات قليلة بدءا من الثانية ظهرا حتي كانت الغلبة والنصر للجيش المصري الذي عبر القناة علي طولها بالقوارب والكباري المتحركة وتم رفع العلم المصري علي طول خط بارليف الذي انهارت كل تحصيناته ورفع المقاتل المصري العلم علي الجانب الشرقي للقناة وهو يري طائراتنا المقاتلة تعود من عمق سيناء بعد أن دكت كل حصون العدو و مهدت الطريق أمام الدبابات ورجال الجيش لإعادة سيناء إلي حضن مصرها الحبيبه . هذه المعجزة العسكرية علمت جيوش العالم أن العسكرية المصرية تفوق بكثير كل قواعد المعارك التي كانت تدرس في المعاهد الحربية وأضافت أن عبور أكتوبر معركة من الطراز الأول الذي كتب اسم مصر وجيشها بحروف من نور وأعاد لنا مكانتنا التي نستحقها..و كان لمعجزة نصر أكتوبر مردود رائع علي الشعب المصري الذي عادت إليه روح النصر و التعاون وعشنا سنوات طويلة نجني ثمار هذا النصر العظيم. ونحن نحتفل هذه الأيام بنصر أكتوبر ما أحوجنا في مصر لإعادة أمجاد هذا العبور الكبير .. لأننا أصبحنا هذه الأيام نفتقد روح العمل الجماعي ونعيش فرادي وسط مجتمع يتصارع ويتنافس علي كل شئ إلا السعي لرفعة مصر فالشارع المصري أصبح خلية شرسة للصراع والتمزق بين القوي السياسية والأحزاب ولا أحد يريد أن يصلح ما أفسدته السياسة.. وأصبحنا نتقاتل من أجل الوصول إلي المناصب سواء كانت نيابية أو تنفيذية أو تشريعية .. ولا أحد يسعي للوقوف بجانب أحد الكل يتصارع وكأننا في حلبة للديوك الشرسة أو الثيران الدموية الهائجة ..ولا تردعنا الخسائر البشرية أو المادية ولم يحركنا تراجع حياتنا الإقتصادية و الإجتماعية و الثقافية .. مادام المقعد أصبح قريبا من هدفنا وهذا للأسف لا يتناسب مع أهداف ثورة يناير ولا مع الإستقرار المنشود بعد انتخاب رئيس مدني لمصر ولن يتحقق هذا إلا بمعجزة لا تقل عن العبور العظيم في أكتوبر 73.. فهل هذا بكثير علي مصر؟.