هذا هو شهر النصر العظيم.. ذكري يوم 6 أكتوبر 01 رمضان 3791، يوم استعادة الكرامة والأرض ودحر العدوان وكسر شوكة إسرائيل وذراعها الطويلة عند الثامنة مساء في مثل هذا اليوم من 73 عاما وبعد 6 ساعات فقط من بدء العبور العظيم كان البيان رقم 5 والذي أكد اجتياح القوات المسلحة لقناة السويس ورفع العلم المصري علي الضفة الشرقية للقناة. ما احلاه من يوم، كان أسعد أيام العمر لمن عاشه فقبل الثانية ظهرا بخمس دقائق كانت الأرض محتلة وعلم العدو الإسرائيلي وحصونه التي تباهي بها تقبع علي أرض سيناء وشاطيء قناة السويس حتي جاءت اللحظة التي انتظرناها 6 سنوات كاملة فعند الثانية كانت 022 طائرة تعبر القناة لتدمير حصون العدو ومواقعه في سيناء وبعدها بدقائق تأكد فيها الجميع من نجاح هجمة الطيران المصري وتدمير مواقع العدو بدأ أكثر من ألفي مدفع من مختلف العيارات في صب جحيم من النيران علي المواقع الإسرائيلية للتمهيد لعبور المشاة بالقوارب في ملحمة كبري غلفها نداء الله أكبر الذي خرج من افواه الجنود والضباط عاليا مدويا. الدقائق كانت تمضي ومعها كان هؤلاء الجنود يحققون النصر تلو النصر بداية باحتلال المواقع الحصينة أو حصارها ثم مواجهة هجمات العدو المتوقعة بالدبابات والطائرات ومختلف الأسلحة 6 ساعات كاملة من المعارك الضارية واجه فيها جنودنا البواسل دبابات العدو ومدرعاته بصدورهم التي اعتبروها دروعا لحماية عملية اقامة الجسور التي كانت تتم بنجاح ولم يتمكن العدو من وقفها لشجاعة هؤلاء الرجال الأوفياء. لقد كانت معجزة أكتوبر في الرجال الذين خططوا للحرب بإمكانياتنا المتاحة ووضعوا خطتها باحكام اذهل العدو قبل الصديق واخفوا عن عيونه وأجهزة تنصته وتجسسه موعدها حتي فوجيء بها في خداع استراتيجي مازالت نتائجه تعجز المؤسسات العسكرية والاستخباراتية عن تفسيره. هؤلاء الرجال الذين لم يهابوا كل ما اشاعه العدو وابواقه من استحالة عبور القناة لانها مانع مائي حصين وارهب العالم بانابيب النابالم التي ستحيل اجسادنا لفحم محترق وبذراعه الطويلة التي لا تنكسر وبجيشه الذي لا يقهر وتحدي الرجال كل ذلك مستمسكين بنصر الله وبوعده للمؤمنين المقاتلين في سبيله بالنصر فتحقق لهم منذ اللحظة الأولي للعبور وتخطوا القناة وابطلوا أنابيب النابالم وفتحوا الثغرات في الخط الرهيب بارليف بفكرة ابتدعها مقاتل من أبناء مصر بخراطيم المياه ثم دمروا نقطة علي الضفة الشرقية واسروا جنوده وحطموا مدرعاته وواجهوها بصدورهم ليحققوا مفاجأة كبري اذهلت الدنيا وتدرس الآن في الأكاديميات العسكرية بانتصار المقاتل علي اعتي الدبابات. لقد كانت معجزة أكتوبر هؤلاء الرجال الذين صمدوا في كبريت 121 يوما كاملة أثناء الحرب ولم يستطع العدو أن يقهرهم رغم كل الظروف الصعبة وهم نفس الجنود الذين دمروه بعد أيام من النكسة في رأس العش ولم يسمحوا لمدرعاته ان تحتل بورفؤاد. وكانت معجزة اكتوبر في تلاحم الرجال الجيش والشعب فلم يمكنوا جحافل العدو من ان تدنس أرض السويس ووقفوا علي أبوابها يدافعون عنها فلم يستطع ان يعبرها ودمرت آلياته التي لا يزال حطامها شاهدا علي هزيمتهم. ارادة الرجال وشجاعتهم كانت أعظم أسلحة أكتوبر.