ثلاثة ايام.. حتفل بمرور 37 عاما علي انتصارات اكتوبر ..ورغم ان الملايين من المصريين لم يشاهدوا تحطيم اسطورة اسرائيل التي لا تقهر.. او يعيشوا السنوات الست العجاف بعد نكسة يونيه 67.. ولكن الجميع علي قلب رجل واحد يحتفلون بانتصار صحح ميزان القوي وفرض السلام علي اسرائيل.. وفتح الطريق الي التنمية . . لقد نال جيلي شرف ان يعيش في نهاية مرحلة طفولته لحظات العبور وسقوط النقاط الحصينة في خط بارليف.. واسترداد سيناء .. بعد ان بكي اقرانه في مدرسة بحر البقر .. عندما اغرقت الصواريخ والقنابل الاسرائيلية ملابسهم وكتبهم وكراتهم بالدماء.. وبعد ان كان يترك طعامه ليحتمي في الملاجئ من غارة اسرائيلية.. لا تعرف المواثيق الدولية.. او تحترم معاهدة جنيف.. ولا تفرق بين صغير او كبير او بين مدني او عسكري. رغم مرور 37 عاما علي انتصارات اكتوبر فمازالت خزينة الانتصارات ذاخرة بالاسرار والبطولات.. بطولات صنعها المصريون بمختلف طوائفهم.. ومعتقداتهم.. وثقافتهم.. والوانهم... واتذكر ان اللواء احمد مختار محافظ الوادي الجديد عندما كان قائدا للجيش الثالث الميداني اعطاني صورة من خطاب لقائد مسيحي لأحد الوية العبور أرسله الي المقاتلين علي الجبهة يوم 5 اكتوبر 73.. يبدأ ب »بسم الله الرحمن الرحيم« وينتهي بآية قرأنية.. ويقول فيه انه لا يجد افضل من علم مصر هدية ليرفعوه علي البر الشرقي لقناة السويس في سيناء بعد العبور.. ما تحقق في اكتوبر 73 معجزة بكل المقاييس صنعها المقاتل المصري الذي واجه الدبابة بجسده.. وانتصر بطائرة الميج علي الفانتوم... واستطاع اسقاط نصف حصون خط بارليف في الساعات الاولي من الحرب.. وحوصر 141 يوما في نقطة كبريت رافضا تركها مرة اخري للعدو.. ودافع عن كل حبة رمل استعادها من سيناء بروحه وجسده.. فتحية لكل مقاتل وكل شهيد و مصاب صنع لنا ما نعيش فيه الآن.