لاتزال جماعة الاخوان المسلمين تصر علي أخطائها منذ ثورة 30 يونيو ، فقيادتها لا يصدقون ان الشعب المصري قد عزلهم وان شعبيتهم التي تغنوا بها وهم وسراب بل انهم حصلوا علي كره الشعب وحنقه عليهم في صورة غير مسبوقة علي مر تاريخهم ومنذ نشأتهم منذ اكثر من 80 عاما . فالاخوان لو خرجوا للناس معتذرين عما بدر منهم في حق شعب مصر ، وتبرأوا من افعال قياداتهم ونبذوا العنف لكان وضعهم الان بين جموع الشعب افضل بكثير مما هم علية الان ، وقرروا الانتحار النهائي وفي ظنهم ان الطريق الذي سلكوه هو الافضل والذي كان سيحافظ علي وجودهم واستمرارهم في الشارع السياسي . الا ان كل ما تصوروا انة الصح بات هو الخطأ عمليا ونظريا وفكريا ، فلماذا الاصرار علي الخطأ و استمرائة ، وكانهم لا يريدون ان يتعلموا من خطاياهم التي ارتكبوها في حق الشعب المصري ، وكانهم مصرون علي ان الشعب هو المخطيئ في حقهم . ومع اصرار الاخوان علي غايتهم ، فإن الشعب المصري مطالب ان يتمسك بمواعيد خارطة الطريق التي علي اساسها توحدت كلمة الاغلبية في 30 يونيو ، والمتابع لذالك يري ان الاخوان يحاولون بشتي الطرق افساد خارطة الطريق بأي وسيلة واي شكل حتي لو علي حساب مصلحة الشعب ، فهم لا يعنيهم ابناء مصر بقدر ما يعنيهم ان يعودوا للسلطة ويحكموا من جديد ، ومن ثم فإن الشعب المصري يجب ان يصر علي ما تم الاتفاق عليه ، فإجراء استحقاق الاستفتاء علي الدستور كمرحلة اولي سيعكس مدي استقرار مصر واصرار شعبها علي مواصلة الطريق نحو الديموقراطية التي اختارها وانحاز اليها ، وعدم الالتفات نحو اي معوقات توضع في طريق الاستحقاقات التي علي الشعب تنفيذها خلال الشهور المقبلة . وفي نفس الوقت فان لجنة الخمسين مطالبة بانجاز التعديلات الدستورية بشكل اسرع في الفترة القادمة ، والتباطؤ الظاهر في اداء لجنة الخمسين ينبيء عن عدم التزام بمواعيد خارطة الطريق ، والزعم ان اللجنة تدرس بعناية وتصيغ نحو الافضل عما افسده الاخوان في دستورهم السابق مبرر وجيه ولكن في ذات الوقت غير مقبول ان يكون ذلك مبررا لخرق توقيتات خارطة الطريق ، وعلي ذلك فإن اللجنة عليها الاسراع بدلا من البطء الذي يصل الي حد التباطئ . وعلي جانب اخر علي الحكومة ان تعمل ، فلا احد يشعر في بر مصر بأن الحكومة قدمت ما يكسبها اي شعبية بل عل العكس هي حكومة كسولة في وقت لا يسمح بذلك ، فلم تتخذ اي قرارات مما يمكن ان نطلق عليها قرارات ثورية منذ ان تولت المسئولية والاستمرار علي هذا النهج يحبط الشعب ولن يؤدي الي ما نصبو اليه ، واذا كانت الحكومة غير قادرة علي ذلك فعليها ان ترحل وتترك المجال لمن هو قادر ويستطيع ان يكون علي نفس موجة الشعب واماله وطموحاته . نحن بحاجة الي مراجعة لكل خطواتنا حتي لا نبتعد عن خارطة الطريق وان تظل توقيتاتها واستحقاقاتها هو دستورنا الذي يجب ان نتمسك به ولا يلهينا مظاهره او عنف هنا او هناك او تباطؤ حكومي او خمسيني ، فالوقت لن يرحم من يحاول تعطيل المسيرة .