أ.د. حسام محمود احمد فهمى عنترة بن شداد، بطل الافلام العربي، شجيع السيما، يرفع فلان ويفعص فلان، ويلوح بسيفه، صارخا هع هع، وفي الواقع كله علي فاشوش، فش فش، ما تعملش فيها عنترة، تقال لكل من يطلع فيها ويحارب طواحين الهواء حدوتة هنا ومشكلة هناك، المهم المنظرة. لماذا هذه المقدمة؟ لانني ومنذ التعديل الوزاري الاخير كغيري نتابع اداء بعض الوزراء وتصريحاتهم خاصة عندما يكونون علي مقربة من مجال عملنا، وتحديدا ما يتعلق بالجامعات والتعليم العالي، ولنكن صرحاء، لم يكن تناول الموضوع علي خاطري لكن تصريحات تناقلتها الصحف لوزير التعليم العالي يقول فيه »تتقطع يدي لو كنت وقعت هذا القرار«، »ولن اضحي بتاريخي« أوجبت الكتابة هل يتبرأ الوزير من تصريح حتي تسكت عنه الضجة؟ هل درس القرار ام انه تراجع عنه وخلاص؟ وما تاريخه في النضال؟ صراحة لا اعرف عنه الشيء المتفرد، ولا اراه من المناضلين، ولو افترضنا انه وزير مناضل طب واحنا مالنا، ما نريده عملا حقيقيا لا تنقطع يده فيه. التعليم العالي يتطلب تعقلا لا كلاما، ومش عايزين ايد ما تلزمناش، ولا لسان، الاتجاه السياسي للوزير يخصه، ولا يخصنا هو مسئول عن التعليم العالي الذي يملكه الجميع، ولا يجوز له التصرف وفق ميوله وحدها، والوزارة ملكنا كشعب قبل ان يأتي وبعد ان يذهب، ليست وزارته يتصرف فيها كما يشاء وليس له ان يفرض علي مجتمع بأكمله توجهات لا يقتنع بها الجميع.. منذ عين والتساؤلات لم تنته، مسئولا عن العدالة الاجتماعية والتعليم العالي، في نفس الوقت، مش كثير؟ احداهما علي حساب الاخري، كفاية واحدة، وبصراحة وبلا زعل، التعليم العالي ليست مكانه، المواءمات السياسية لما تفرض لا تأتي بالنتائج المأمولة والتصريحات والمشاهد بدأت في التراكم.. الوزارة بكل مجالسها ولجانها لا تخرج عن وجوه قديمة مستديمة يعاد تدويرها، وزراء سابقون، رؤساء جامعات علي المعاش اهل حظوة ونعم وحاضر، وكل البلد نضبت، وكأنها أبعادية، ولكل وزير تربيطاته حتي يظل موجودا بعد المنصب. ايضا نشرت الصحف ان وزير التعليم العالي اعطي محاضرته لطلاب حقوق انجليزي، سؤال هل يسمح بالتدريس لمرحلة البكالوريوس لمن هم فوق الستين؟ وهل استثني التعليم الخاص في الحكومة من هذه القاعدة؟ وماذا عن التعليم المجاني في جامعات الحكومة؟ ام انها قاعدة منح للحبايب ومنح لمن عداهم؟ سؤال غير بريء لا اريد الاجابة التقليدية، الاقسام هي التي تحدد، لانه من المعلوم يقينا ان هناك من الاقسام من تضعف عن تدخلات ادارة الكلية. احيانا، تكون المناصب علي كبر مشكلة، كما هي علي صغر، كل بميعاد، والنفس البشرية واحدة، ما يأتي في غير اوانه لا يكون الا باسلا ماسخا علي فكرة، عنترة بتاع الافلام والحكاوي ولم يعين شيخ قبيلة ولا خفيرا. لا حياء في مصلحة عامة. كاتب المقال : استاذ هندسة الحاسبات بجامعة عين شمس