بعد خطاب الرئيس الامريكي أوباما أمام الجمعية العامة للامم المتحدة الذي اعترف فيه بفشل رئيس جماعة الارهاب الإخواني في حكم مصر.. كان متوقعا أن تأتي كاثرين اشتون ممثلة الاتحاد الأوروبي الي مصر كما تعودنا دائماً لتأكيد التبعية للخط السياسي الأمريكي. الذي أدهشني ان هذه المهمة قد تأخرت عدة أيام ولكن التابع »قفة« جاء الي القاهرة ليعلمنا بأنه علي الخط الامريكي يسير. وفقا لهذا الواقع الذي برهنت عليه الكثير من المواقف الاوروبية في السابق خاصة تجاه القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية فإنني علي ثقة بأن ما سعت اليه آشتون التي تتولي ملف الشئون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي لم يخرج عن التصديق علي ما عبر عنه أوباما. في هذا الاطار يمكن القول بأن محور كل اللقاءات التي أجرتها هذه المبعوثة الاوروبية دارت كلها حول التراجع عن اتخاذ موقف المؤيد والداعم لجماعة الإخوان.. تجاوبا مع مبدأ ان الرجوع الي الحق فضيلة. أهم ركائز هذا التراجع الاعتراف بأن ما حدث يوم 30 يونيو كان ثورة شعبية حقيقية وليس انقلاباً عسكريا بما يعني ان ما قامت به قواتنا المسلحة لم يكن سوي استجابة لهذه الثورة. قد يكون الاستسلام الامريكي والأوروبي لهذه الحقيقة وقتيا.. يستهدف تمرير إصرار وحماس الشعب المصري علي ثورته ضد الحكم الإخواني المدمر لمصر.. وليس التخلي عن المخطط المرسوم. هذه الشكوك تكشف استمرار تواصل العلاقات المريبة بين الطرفين والذي يمثلها من جانب الجماعة التنظيم الدولي الإخواني. من المؤكد أن الوسيلة الفعالة لافشال فاعلية هذه الصلة هو صمود الشعب المصري والتأكيد علي المضي قدما في القضاء علي كل مظاهر الارهاب الإخواني وتحقيق الصالح الوطني،1 هذا لن يتأتي سوي بالوقوف القائم علي اذكاء روح التحدي خلف قواتنا المسلحة واجهزة الامن لانجاز عملية اقتلاع النزعة الإخوانية الشريرة التاريخية من جذورها. من ناحية أخري فلا جدال أن نجاحنا في اتخاذ الخطوات السليمة والصحيحة لدعم المسيرة الديمقراطية وتمسك الأغلبية الشعبية بتوحدها وتلاحمها سوف تكون عاملا مهما للغاية في اجهاض أي تحركات تآمرية. في هذا المجال لابد أن ندرك أن انظار العالم مسلطة علينا لمتابعة تحركاتنا ونوايانا نحو بناء مستقبل هذا الوطن.