تحدثت وسائل الإعلام كثيراً عن النزاع القائم منذ فترة بين جامعة النيل و مدينة زويل للعلوم حيث تطالب الجامعة بحقها في شغل الأرض والمباني المخصصة للجامعة بمدينة الشيخ زايد وهو الأمر الذي أكده حكم من المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة واجب النفاذ. ورغم وضوح حق جامعة النيل فقد صدرت أخيراً عدة تصريحات تنكر هذا الحق وتضمنت بيانات غير صحيحة عن الجامعة و حقوقها. فجامعة النيل هي أول جامعة بحثية أهلية لا تهدف للربح أُنشئت خصيصاً كنموذج جديد تحتاجه مصرنا العزيزة بشدة ليرقي فيها التعليم الأكاديمي التكنولوجي بجانب البحث العلمي الذي هو قاطرة لتقدم البلاد لا غني عنها. حظي إنشاء الجامعة بموافقة الحكومة كمشروع قومي في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات من خلال إنشاء المؤسسة المصرية لتطوير التعليم التكنولوجي كجمعية أهلية خاضعة لقانون الجمعيات رقم 84 لسنة 2002 ولائحته التنفيذية ومُنحت صفة النفع العام وتمتعت بامتيازات السلطات العامة و التي كان أول أغراضها إنشاء الجامعة التكنولوجية المصرية جامعة النيل كجامعة أهلية لا تهدف إلي الربح وتوليت شرف رئاسة أول مجلس أمناء لهذه المؤسسة. سنة 2000 حيث كان وزير الاتصالات د.احمد نظيف يضع استراتيجية للدولة في قضية الاتصالات في مصر وتضمن تشكيلها إنشاء جامعة في مدينة الشيخ زايد في 6 أكتوبر للمعلومات مصدرا للتنمية البشرية السريعة للمواجه الاقتصادية، والعوائد المادية المرجوة من إتقان احد العلوم الجديدة التي أثبتت قيمتهاعندها اتصلت به وسمحت الظروف أن أقنعة بالفكرة لإنشاء جامعة البحوث ، وقبلها،بحمد الله..لتكون الجامعة الأولي البحثية في الشرق الأوسط لخدمة كل الدول العربية في مصر كمدرسة علمية متقدمة للدراسات العليا وبحوث علوم القمة التي تدفع للارتقاء القومي. لقد كانت الأرض التي وضع فيها الدكتور زويل حجر الأساس و لم يتم بها أي تخصيص رسمي من جهة الحكومة وتركت خالية لعدة سنوات و ذلك لغياب دكتور زويل و مشروعه عن مصر لمدة 10 سنوات(من 2000 الي2011) دون تقدم أو إنجاز وكانت السنون تجري أمامي. والعمر بيد الله. فبادرنا للاستفادة من الأرض بإنشاء مرفقا تحتاجه مصر والمنطقة وذلك تحقيقا لحلم جامعة النيل، جامعة بحثية فاعلة درسناها بعمق وخططنا علي مراحل لها وبنيناها بعد عمل متواصل 4 سنوات وقبلت الطلاب في بداية من سنة 2007 للدراسات العليا فقط ولكننا بدأنا التجربة قبل انتهاء المباني وبدأنا بدراسات إنسانية لا تحتاج معامل وأنجزنا حوالي مائة ماجستير في إدارة الأعمال MBA مع جامعة أيٍسا LESE الاسبانية وكانت سنتها في اعلي مقام عالمي. أعطت الجامعة حوالي مائة ماجستيرإدارة أعمال هذه الدراسة خاصة للقادة المصريين في مرافق الدولة المختلفة في مجالات الصناعة والخدمات دون تحملهم التكاليف هدية للوطن من الجامعة و كنا قد انتهينا من إستصدار القرار الجمهوري وحق حيازة الأرض والموافقة علي الإنشاء للجامعة وأنجزنا في المرحلة الأولي مبني للخدمات الأساسية ومبني للورش البحثية والمعامل المختلفة لخدمة الباحثين والتي عمل فيها البحاث أكثر من عشرين شهر أنجزوا فيها أول سنة مائة ماجستير في العلوم الهندسية هذا بيان صادق، لكن بعدها تكالبت علينا الأمور حيث قام الفريق المصري المعاون والمرافق للدكتور زويل وهم زملاء لي ومنهم أطباء لم يتنازلوا بسؤالي ولو تليفونيا عن الوضع الحالي حينئذ قاموا بتشجيعه وتسهيل التعدي والاستيلاء علي المبني وحتي الماكيت الممثل للجامعة والذي كانت الجامعة تملكه في القرية الذكية ونقل ليلا دون علمنا إلي المبني الجديد ليعرض علي رئيس الوزراء افتئاتا و صوروه علي انه مبني خالي لا صاحب له رغم أن كلفته وزارة الاتصالات بناءا وتجهيزا تحقيقا لأهدافها بالملايين. وأنجزنا فيه لمدة 25 شهر وأعطيت شهادات الخريجين تشهد علي ذلك بأساتذة مصريين من الخارج ومجموعة من الداخل التزموا لخدمة الوطن العربي لقد كانت البداية في طرد الطلاب وهيئة التدريس من المبني وقاموا بالتعدي والبلطجة وتعطيل 400 طالب قبلوا قبل ثلاث سنوات للدراسة الجامعية وبعد الجامعية وكلها تعثرت لكنه وبعدها امضي الطلاب والأساتذة حوالي12شهرا حياة علي الرصيف ذلك بتصميم الطلاب والبحاث لتكملة استمرار التعليم الذي لم يتوقف يوما حدث كل ذلك عندما يسر المعاونون للأستاذ زويل طرد أصحاب الجامعة من مبانيها والاعتداء علي الجامعة بقرارات وزارية غير مشروعة. كل ذلك بدأ بعد عودة دكتور زويل أوائل 2011 انتهازا لمناخ الارتباك السياسي في مصر بعد ثورة 25 يناير التي تسببت اهتزاز منظومة الحكم مع قيام الثورة وبعد أن تم طرد الطلاب والأساتذة إلي الرصيف لكنه لمدة أكثر من سنتين و رغم ذلك حصل أكثر من 270باحث علي درجة الماجستير في العلوم والتخصصات الهندسية المتقدمة في المعامل والورش بالمبني المغتصب وبعضهم أكملها علي الرصيف في فترة اليأس التي عشناها وفيها قامت هيئة التدريس الشريفة بإلقاء المحاضرات للطلاب والدروس النظرية لكن تم الجزء العملي والتجارب المعملية في القرية الذكية في مبني مأجور لمدة أكثر من عام أو معامل الجامعات الحكومية التي تتعاون مع جامعة النيل أما طلاب مرحلة البكالوريوس فلم يجدوا إلا الأرصفة أمام الجامعة ليعتصموا بها ليعيشوا أيامهم عليها ويتعلموا فيها ومع تصميمهم علي الاستمرار( قضوا أكثر من اثني عشر شهرا )يقضون الأيام والليالي حياة علي الرصيف مع برد الشتاء القارص وحرارة الجو في الصيف دون كلل ولا يتركون الالتجاء أمام مبانيهم. وهو في اعتباري أن هذه التجربة أكدت مفاخر مصرية وان في مصر شباب يافع وهيئة التدريس المضحية بكل غال ورخيص وقضاء عادل شامخ كلهم طاقة ايجابية مصرية وطنية غالية بعد أن ثبت اهتز كيان الأداء الجامعي ورغم كل ذلك (1) أكد الأساتذة علي الاستمرار في التدريس علي الرصيف لطلاب البكالوريوس والدراسات العليا (في الجزء النظري) تحت تنده أو خيمة في الطريق، أما تجاربهم المعملية المطلوبة للماجستير فكانت تجري في مبني بالقرية الذكية وفي نفس الوقت تنازل الأساتذة علي أجورهم ومستحقاتهم دون كلل. لتستمر الدراسة في الجامعة. (2) في تلك المرحلة استمرت مدينة زويل في تفريغ المبني من التجهيزات التي شيدت في الجدران للوظائف الخدمية والمعملية المتخصصة والتي كلفتها وزارة الاتصالات وبتبرعات ومن أعضاء الجمعية العمومية لجامعة النيل بالملايين وطردوا عمال الجامعة كما قفلت أبواب الجامعة بالسلاسل وقاموا بإطلاق الكلاب السعرانة علي الطلاب والأساتذة (وتوجد أفلام متاحة تسجل ذلك) في حدائق الجامعة منعا للطلاب القاطنين علي الرصيف من دخول الجامعة مع تخليق مشاكل وبلاغات كاذبة للشرطة لمنع أصحاب العين لاستغلالها من المحتلين المحترمين. ورغم ذلك تعلم مئات من طلاب الهندسة والإدارة بعضهم وصلوا مرحلة البكالوريوس كذلك حصل العديد من طلاب علي الماجستير في الهندسة المتقدمة علي الرصيف تحت شمسية (3) حاولنا طويلا إيجاد حل سلمي لاحتواء المشاكل وحتي استضافة في مباني جامعة النيل للأستاذ زويل ومن يعمل معه حتي يقوموا ببناء مدينتهم زويل سنتين أو أكثر في مساحات الأرض المتوفرة في المنطقة الشاسعة دون إفساد الجهود التي أتممناها لمدة 4 سنوات من 2008 (4)وأخيرا التجأنا بعد تردد طويل احتراما لاسم زويل وأجلناها شهور ومنعا للإحراج الدولي لاسم نوبل المصري . كل ذلك تم بأمل الحفاظ علي علاقات علمية أتممناها من قبل مع 10 جامعات متقدمة عالمية بدأت تتعاون مع جامعة النيل وفي احتواء مؤقت لزويل حتي ينهي مبانيه بعد كل ذلك اضطررنا حفاظا علي الجامعة وعلاقاتها أخيرا إلي القضاء الذي انصف جامعة النيل بعد سنة ونصف بحكم بات ملزم في 85 صفحة وثيقة عدل من قضاء شريف ولكن مازالت مدينة زويل ترفض هذا الحكم العادل الذي صدر من أساطين القانون وكان التعطيل يدعم الحكومة السابقة ولقد جندوا وسائل الإعلام الشريفة للدفاع عن حق غير قانوني رغبة لتعطيل أطول مدة أملاً في أن تدفع المشروع إلي اليأس والتوقف. ولكنا سنستمر بقدرة الله حتي نستكمل الحلم الذي راودني 40 سنة بأيدي اشرف أساتذة مصريين هجروا أماكنهم قاموا علي أداء رسالتهم في حب مصر ولو كانت علي الرصيف وحسبنا الله ونعم الوكيل والأمر لله أولاً وأخرا والحمد لله