ما بين الشرعية والشريعة اتفاق في الحروف وخلاف في ترتيبها واتخاذ الثانية ستارا خادعا للملايين بحثا عن »أبهة« و»صولجان« الأولي! الغاضبون مما قام به الجيش ويسمونه انقلابا علي الشرعية، لو سلمنا جدلا بأنه كذلك فتعالوا معا نستكمل بخيالنا سيناريو تلك الشرعية علي مدار 3 سنوات قادمة، الصورة خلال السنة الماضية من شرعية د. مرسي شهدت انسدادا في قنوات التواصل والتعاون لتحقيق متطلبات الثورة والمواطنين، ولاينكر أحد أن ذلك الانسداد كان مصنوعا بعضه وطبيعيا أغلبه؛ أما المصنوع منه فيتمثل في بعض العراقيل والمشاكل التي سدت الطرق أمام الرئيسي المنتخب لتحقيق ما وعد به، وأما الطبيعي فكان متمثلا في طبيعة إدارة البلاد من نظام الحكم والبطء الشديد في التفاعل مع الأزمات، بل الغباء الواضح في طريقة ذلك التفاعل. ناهيك عن القرارات التي ابسط ما يقال عنها وتوصف به هو الضعف والتردد والقرار الخاطئ في الوقت الخاطئ.. هكذا كان الأمر طوال السنة الأولي، فماذا كان سيكون عليه الأمر في 3 سنوات تالية هي بقية فترة الرئاسة؟ المؤكد أننا كنا بسبيلنا إلي مزيد من الانسداد وانعدام التعاون بين أجهزة الدولة وأفرادها الفاعلين اقتصاديا وسياسيا مع مؤسسة الرئاسة ويتحول الأمر بالفعل في النهاية إلي جزيرة تتلاطمها أمواج محيط هادر ويهددها بالغرق. السؤال الأهم: ألم يكن د. مرسي والإخوان علي علم مسبق بما سوف يواجهون من مشاكل موروثة وعقبات مصنوعة وكراهية من البعض موجودة؟ لو كانوا يعلمون وتعاملوا مع الأمر بالكيفية التي تعاملوا بها مع الأمور لكفي ذلك اثباتا لفشلهم في إدارة أمور البلاد، ولو لم يكونوا يعلمون ما ينتظرهم لكفي ذلك دليلا علي عدم امتلاكهم الرؤية المستقبلية والخطط البديلة للتعامل مع مستجدات الأمور، والمحصلة في النهاية أن تلك السنة كانت كافية لوقف ماكنا في طريقنا إليه. ويبقي ستار الشريعة بحثا عن عودة الشرعية هو الشرك المنصوب للأبرياء من المؤيدين والمعارضين والعبث بمقدرات هذا الوطن وأمنه، ويكفي ما يجري في سيناء لإماطة اللثام عن شعارات ترفع كلمات الحق وتضمر في عقول القمم والقيادات شعار »أنا ومن بعدي الطوفان« فالبسطاء يدفعون حياتهم ثمنا والكبار المعدودون يعلمون كيف سيفرون من هذا الطوفان، لكن التاريخ لن يرحم. و اللهم لاتجعلنا من الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.