يبدو أن اسطورة هذا الرجل ستظل تشهد في كل يوم جديدا! فمع بداية انطلاق الحدث العالمي الذي يتابعه البشر في أرجاء الكون: كأس العالم 0102 كان اسمه هو الذي يتردد.. والسؤال الذي يشغل الناس: هل سيحضر مانديللا حفل افتتاح أول مونديال في بلاده.. بل في القارة الافريقية كلها منذ انطلاقه في ثلاثينيات القرن الماضي؟ البعض تكهن بالاجابة وقال: إن الرجل -الاسطورة- يتمني أن يحضر هذا اليوم الكبير.. لكن سنوات عمره الاثنتين والتسعين، وجسده الواهن بفعل السن والسجن الطويل دفاعاً عن قضية بلاده وحياته ربما تمنعه من الحضور. ورغم كل هذه التكهنات توقع الخبراء والمقربون أن يفاجيء مانديللا العالم كما تعود طوال حياته ويحضر رغم كل شيء ولو لمدة ربع ساعة الافتتاح ثم يعود إلي منزله. فقد كان يعلم أنه رمز جنوب افريقيا، ورمز الدفاع عن قيمة نبيلة في الحياة. وانه بطل معركة العنصرية في بلاده وفي العالم كله. ولِم لا؟ وهو الرجل الذي دفع 72 سنة من حياته خلف الأسوار حتي تحررت بلاده من »الأبارتيد« سيادة الجنس الأبيض علي الأسود. اذن فهو يعلم أن وجوده -ولو ربع ساعة- سيكون اضافة مهمة لبلاده في افتتاح مونديال كأس العالم لأول مرة في قارة افريقيا. لذلك عقد العزم علي ذلك.. خاصة انه وقف بكل تاريخه لينتزع الفوز باقامة هذا الحدث الكبير في جنوب افريقيا. لكن.. في اللحظة الأخيرة.. فاجأه القدر بحادث مأسوي ليلة العرس الافريقي الكبير. لقت ابنة حفيدته.. الفتاة السوداء الجميلة زيناتي »31 سنة« مصرعها عندما انقلبت بها السيارة التي كانت تقلها بعد حفل غنائي أقيم بمناسبة كأس العالم. هده الحزن! واضطر في اللحظة الأخيرة إلي الاعتذار عن عدم حضور أكبر حدث انتظره وسعي له. رحم الله الصغيرة.. وأللهم الزعيم الاسطورة نيلسون مانديللا الصبر..! نوال