في غياب القوة الكاملة والضاربة لكل منهما ، يرفع المنتخبان الكويتي والسعودي الستار غدا عن فعاليات النسخة الثالثة والعشرين من بطولة كأس الخليج (خليجي 23) التي تنطلق فعالياتها غدا الجمعة في الكويت. اخترنالك بعد تجاهل «البدرى».. «متعب» يستقر على الرحيل إلى الدوري السعودي تعديلات في تشكيل الأهلي أمام وادي دجلة قمة لندنية ل «النني» في نصف نهائي كأس الرابطة و«بريستول» يصطدم بالقطب الثاني لمدينة مانشستر نيمار: صلاح لاعب كبير وسيكون من نجوم مونديال روسيا 2018 ويلتقي المنتخبان الكويتي (الأزرق) والسعودي (الأخضر) غدا على استاد "جابر الأحمد" الدولي في المباراة الافتتاحية للبطولة. ولن تكون المباراة مجرد افتتاح أو ضربة بداية لهذه النسخة فقط وإنما تمثل ضربة البداية أيضا للعودة الحقيقية للكرة الكويتية إلى نشاطها على الساحة الدولية. وعانت الرياضة الكويتية العزلة على مدار أكثر من عامين بسبب قرار إيقافها الذي صدر في أكتوبر 2015 بدعوى التدخل الحكومي في شؤون الرياضة حتى جاء قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في وقت سابق من الشهر الحالي بعد محاولات عربية مكثفة ليرفع الإيقاف عن الكرة الكويتية ويفتح الطريق نحو عودتها إلى الساحة الدولية. وفي ظل الرغبة العربية والخليجية الجامحة في إخراج الكرة الكويتية سريعا من آثار هذا الحظر الذي فرض عليها في العامين الماضيين ، لم يتردد منظمو خليجي 23 في قطر في إعادة حق استضافة هذه النسخة إلى الكويت كما وافق الاتحاد الخليجي سريعا على هذا الاتفاق بين الجانبين القطريوالكويتي. ولم تتردد باقي المنتخبات الخليجية في تلبية الدعوة الكويتية بالمشاركة في هذه النسخة رغم قرار المقاطعة المفروض من ثلاث دول خليجية إضافة لمصر ضد قطر. ولهذا ، تحظى خليجي 23 بأهمية بالغة على المستويين الكويتي والخليجي وتبدو ضربة البداية بين الأزرق والأخضر بقدر أهمية هذه النسخة حيث تصلح المواجهة بين المنتخبين لتكون نهائي مبكر للبطولة. ويجمع المنتخبين الكويتي والسعودي فيما بينهما 13 لقبا في النسخ ال22 الماضية للبطولة حيث توج الأزرق باللقب عشر مرات سابقة (رقم قياسي) وفرض نفسه زعيما لبطولات كأس الخليج فيما توج الأخضر باللقب ثلاث مرات بالتساوي مع كل من العراقوقطر في نفس الرصيد. ويتطلع كل من الفريقين إلى ضربة بداية قوية أملا في أن تكون حجر الأساس نحو فوزه باللقب في ختام هذه النسخة يوم الخامس من يناير المقبل. ورغم هذا ، لا يمكن اعتبار أن أيا من الفريقين سيخوض المباراة غدا بقوته الكاملة أو الضاربة لاسيما في ظل الظروف والتوقيت الذي تقام فيه هذه النسخة. وبعد عامين من الإيقاف ، وجد المنتخب الكويتي نفسه في هذا الاختبار الصعب مع ضربة البداية لطريق عودته إلى الساحة الدولية. ومما لا شك فيه أن العامين شهدا العديد من المتغيرات في صفوف الفريق كما يفتقد عناصر الأزرق للياقة المباريات الدولية لاسيما وأن الأندية الكويتية أيضا عانت من قرار الإيقاف وغابت عن المنافسات الأسيوية والخليجية في العامين الماضيين. وخلال العامين الأخيرين ، ابتعد لاعبون بارزون عن صفوف الأزرق مثل حارس المرمى الشهير نواف الخالدي الذي قاد الفريق ببراعة للقب خليجي 20 باليمن وزميله وليد علي صاحب هدف الفوز في نهائي نفس النسخة. كما ابتعد عن صفوف الأزرق لاعبون آخرون مثل جراح العتيقي وحسين فاضل وفهد عوض ويغيب لاعبون آخرون بداعي الإصابة مثل مساعد ندا وفهد الرشيدي. وفي المقابل ، انضمت عناصر جديدة إلى صفوف الفريق مثل فيصل العنزي وفهد مرزوق وأحمد الظفيري وسامي الصانع ومحمد سعد لتشكل هذه المجموعة دعما جيدا لطموحات الفريق بجانب عناصر الخبرة وفي مقدمتها بدر المطوع وفهد العنزي. ولكن التحدي الكبير والمنافس الحقيقي للأزرق سيكون هو قدرة الفريق على خلق التوليفة المناسبة من العناصر الجديدة وأصحاب الخبرة والتغلب على مشكلة غياب الفريق عن المنافسات الدولية في العامين الماضيين وافتقاد اللاعبين للاحتكاك الدولي ولياقة المباريات الدولية. ويخوض الأزرق البطولة بقيادة فنية مؤقتة حيث استعان الاتحاد الكويتي للعبة بالصربي بوريس بونياك المدير الفني للجهراء الكويتي ليقود الأزرق بشكل مؤقت بعد موافقة نادي الجهراء. وتحلى بونياك بالواقعية في تصريحاته قبل البطولة حيث رشح منتخبي الإمارات والسعودية للتواجد في المباراة النهائية لخليجي 23 . ورشح بونياك الفريقين الإماراتي والسعودي للنهائي نظرا لما يتمتع به الفريقان من جاهزية سواء من الناحية البدنية أو الذهنية. ورغم مشاركة المنتخب السعودي بلاعبي الصف الثاني ، أكد بونياك وجود لاعبين شباب يستطيعون قيادة الأخضر للمباراة النهائية. وأوضح بونياك أن المنتخب الكويتي (الأزرق) سيتسلح بالروح والعزيمة لتعويض الفارق البدني مع لاعبي المنتخبات الأخرى وذلك بسبب الظروف الاستثنائية التي يمر بها الأزرق الكويتي. وأوضح بونياك أنه لم يستقر حتى الآن على التشكيلة الأساسية التي سيخوض بها مباريات البطولة ، مشيرا إلى امتلاك الأزرق مجموعة مميزة من اللاعبين وعناصر تمتلك خبرات ممتازة وجودة عالية تجعلهم قادرين علي المنافسة في البطولة لكنه حدد لاعبين في بعض المراكز سيكونون ضمن التشكيلة الأساسية للأزرق في البطولة. وأضاف : "ليست لدي وعود حقيقية للجماهير الكويتية بتحقيق لقب كأس الخليج لوجودنا في ظروف استثنائية بعد توقف النشاط الرياضي لأكثر من عامين. أعددنا المنتخب في مدة قصيرة للغاية لكننا لا نقدم الأعذار مسبقا ، وسنبذل قصارى جهدنا لإسعاد جماهير الأزرق". وتشير تصريحات بونياك إلى إدراكه التام لصعوبة مواجهة الغد في مواجهة المنتخب السعودي الذي يخوض البطولة معتمدا على العديد من نجوم الصف الثاني والشباب حيث تركز معظم العناصر الأساسية للمنتخب السعودي في الاستعداد لمشاركتها المرتقبة في بطولة كأس العالم 2018 بروسيا. ولكن مشاركة المنتخب السعودي في هذه النسخة من البطولة الخليجية بعناصر شابة واعدة قد يكون سلاحا قويا في وجه المنافسين نظرا لعنصر المفاجأة الذي يمكن لهذه الوجوه الشابة تقديمه في المباريات إضافة للقدرات البدنية الجيدة لهذه العناصر الشابة. وقد يلعب الفارق في لياقة المباريات واللياقة البدنية دورا مهما في مباراة الغد بين الأزرق والأخضر. وإلى جانب التفوق الواضح للأزرق في عدد الألقاب بالبطولة الخليجية والعديد من الإحصائيات الأخرى ، يشهد تاريخ البطولة على تفوق واضح للأزرق في المواجهات بين الفريقين بالبطولة حيث التقى الفريقان 20 مرة سابقة وكان الفوز من نصيب الأزرق في تسع مباريات مقابل أربعة انتصارات للأخضر وسبعة تعادلات. وسجل الأزرق في هذه المواجهات 26 هدفا مقابل 16 هدفا للأخضر السعودي. وكانت أولى المواجهات بين الفريقين في النسخة الأولى التي استضافتها البحرين عام 1970 وفاز فيها الأزرق 3 / 1 فيما كانت أحدث مواجهة بين الفريقين في البطولة قبل مباراة الغد عندما التقيا في خليجي 21 التي اقيمت بالبحرين أيضا في عام 2013 وفاز الأزرق 1 / صفر.