بدأت مبكرا الحرب على المنشطات في دورة الألعاب الأولمبية بلندن، وقبل نحو عام من موعد حفل افتتاح الأولمبياد الصيفي في يوليو من العام المقبل. وجهزت جلاكسو سميث كلاين أكبر شركة بريطانية لصناعة الدواء معملا طبيا متطورا سيكون ممتلئا بأدوات ومواد اختبار حديثة للغاية وأخصائيين يصل عددهم إلى أكثر من 100 شخص سيكونوا على أهبة الاستعداد للمهمة المنتظرة. ويأمل المنظمون أن تكون هذه الاستعدادات قادرة على ردع الرياضيين الغشاشين. وقال ديفيد كوان المسؤول عن نظام مكافحة المنشطات في أولمبياد لندن: لدينا أعلى مستوى من البراعة وأفضل أنظمة للكشف عن المنشطات، ونحن مواكبون لأحدث التطورات العلمية، وإذا عرف المتسابقون أننا نملك أجهزة اختبارات جيدة فان ذلك سيترك أثرا رادعا عليهم. وسيتطلع فريق المختبرين إلى إجراء أكثر من خمسة آلاف اختبار في أولمبياد لندن، وهو معدل يساوي تقريبا نصف العدد المتوقع مشاركته والبالغ حوالي عشرة آلاف رياضي يمثلون شتى أنحاء العالم. ومع تطور علوم الكشف عن المنشطات فإن الرياضيين الذين يحاولون الغش باستخدام مواد محظورة يستخدمون أساليب متطورة لتجنب اكتشافها. وتختلف أنواع المنشطات بداية من مواد بناء العضلات والأنسجة إلى هرمون النمو ومقويات الدم مثل زيادة الكرات الحمراء والمنبهات ومدرات للبول. وقال اندي باركنسون الرئيس التنفيذي للوكالة البريطانية المكافحة للمنشطات إنه حتى وقت قريب كان الرياضيون الغشاشون يعتمدون على نوعية متوقعة من المنشطات، فيحصل الرباعون على مواد لبناء العضلات والأنسجة فيما يحصل متسابقو الدراجات والتجديف على مقويات للدم. وأضاف في مقابلة مع رويترز: ما نجده الآن بشكل أكبر هو تطور أساليب الغش والمواد المستخدمة. وتابع: من المعروف انه يمكن لأي مادة أن تعطي تحسنا بشرط أن تستخدم بالطريقة الصحيحة. وأصبح البعض يلجأ إلى طرق "تقليدية" لتنشيط الدم لتجنب السقوط في اختبار المنشطات منها تخزين المتسابق لدمه الشخصي حتى يصبح في حاجة اليه ويعيده إلى جسمه مرة أخرى. وقال كوان إنه يشعر بالثقة في ان العلم سيكون حاضرا في الوقت المناسب للكشف عن مثل هذه الأمور بحلول موعد انطلاق الدورة في العام المقبل. وأضاف: الآن هناك حجم تمويل كبير للعلماء حتى يصبح بوسعهم تطوير أساليب الاكتشاف. هناك عدد محدود للغاية من الثغرات وجاري اجراء بحوث كثيرة عليها. ويأمل خبراء مكافحة المنشطات ان تترك اولمبياد لندن إرثا يكون بداية لرياضة أكثر نظافة وأكثر إنصافا في المستقبل. وبالنسبة لباركنسون فان ذلك يتطلب السير "ضد التيار" بحثا عن المدربين ومساعدي المدربين والمروجين وحتى الكيميائيين الذين يقومون بانتاج المنشطات وتزويد الرياضيين بها ودفعهم لاستخدامها. وتركز الوكالة البريطانية لمكافحة المنشطات والوكالة الدولية بشكل أساسي على الاختبارات والامساك بالرياضيين الغشاشين ومعاقبتهم. وتعمل مثل هذه الوكالات بشكل كبير مع الشرطة الدولية (الانتربول) لجمع واستخدام المعلومات حول حركة المواد المحظورة. وقال ديفيد هومان المدير العام للوكالة الدولية لمكافحة المنشطات في وقت سابق من العام الجاري ان شبكات اجرامية سرية أصبحت تسيطر الآن على جزء كبير من الرياضة حول العالم. وأكد خبراء ان المنشطات تستخدم في تحسين مستوى الرياضيين منذ مئات ان لم يكن الاف السنين ولذلك فانه من غير المرجح ان تحل المشكلة في اولمبياد لندن أو في أي وقت قريب. وقالت مسؤولو مكافحة المنشطات إنه لا يوجد سبب يستدعي التوقف ويرى باركنسون ان ذلك من أهم التحديات المتعلقة بالرياضة وقال "العلم دائما يواجه التحديات الي تدفعه لمواصلة التقدم."