في إطار المحاولات المستمرة لمنظمي دورات الألعاب الأولمبية في حربهم ضد تعاطي المنشطات تشهد دورة الألعاب القادمة (بكين 2008) المقررإقامتها هذا الشهرإجراء 4500 اختبارللكشف عن المنشطات قبل وبعد منافسات الدورة. وارتفع العدد من 2800 اختبار للمنشطات شهدها أولمبياد سيدني 2000 إلى 3700 اختبارفي أولمبياد أثينا 2004 ثم إلى 4500 اختبار في أولمبياد بكين. وأقام المنظمون 41 محطة للكشف عن المنشطات على أن تضم كل محطة معملين لتحسين كفاءة العمل وستعلن نتائج العينات السلبية في غضون 24 ساعة بينما ستعلن نتائج العينات الايجابية في غضون 48 ساعة. ويشهد أولمبياد بكين 2008 تطبيق أكثر السياسات صرامة في مجال مكافحة المنشطات، حيث ستجرى اختبارات للكشف عن المنشطات في عينات البول والدم سويا للمرة الاولى في تاريخ الدورات الاولمبية. وكانت أولى الحالات الكبيرة لتعاطي المنشطات والتي اكتشفت في الدورات الاولمبية هي تعاطي العداء الكندي بن جونسون حيث اكتشف تعاطيه عقار "ستانوزولول" المنشط عقب فوزه بسباق العدو 100 متر. وواصلت المنشطات تأثيرها السلبي على منافسات ألعاب القوى في الدورات الاولمبية، حيث أنهت العداءة الامريكية ماريون جونز الفائزة بثلاث ميداليات ذهبية في أولمبياد سيدني 2000 مسيرتها الرياضية في السجن بعد اعترافها بفضيحة تعاطيها المنشطات. كما يغيب مواطنها العداء جاستين جاتلين عن فعاليات ألعاب القوى في أولمبياد بكين حيث يقضي عقوبة الايقاف لأربع سنوات بسبب تعاطيه العقاقير المنشطة. ويرى البلجيكي جاك روج رئيس اللجنة الاولمبية الدولية أن أمثال جاتلين وجونز تسببوا في افتقاد ثقة الناس عامة في أي أداء رياضي عالي المستوى وهو الوضع الذي يتمنى روج أن ينتهي من خلال الرقابة الصارمة على المنشطات في أولمبياد بكين. وقال روج "اللاعبون أنفسهم خلقوا وضعا ظالما للغاية"حيث يتم تقديم العديد من العروض الجيدة وسط شكوك بتعاطي المنشطات.وخيمت المنشطات بظلال قاتمة على بداية أولمبياد أثينا 2004 عندما تغيب العداء اليوناني كوستاس كينتيريس ومواطنته العداءة إيكاتريني ثانو عن اختبار الكشف عن المنشطات الذي كان مقررا لهما عشية يوم حفل افتتاح الدورة لينسحبا من الدورة بعد تهديدات من اللجنة الاولمبية الدولية باستبعادهما وطردهما. ومثلما هو الحال في ألعاب القوى عانت رياضة رفع الاثقال من مشاكل وفضائح المنشطات وذلك سيغيب المنتخب البلغاري لرفع الاثقال بأكمله بعدما سقط 11 من رباعيه في اختبارات الكشف عن المنشطات. وينتظر أن يشهد أولمبياد بكين عددا أكبر من حالات تعاطي المنشطات خاصة بعد أن أقيم معمل اختبارات جديد في المركز الاولمبي الرياضي بتكلفة بلغت 70 مليون يوان (عشرة ملايين دولار أمريكي) حيث تجرى فيه جميع الفحوص باستثناء اختبارات الكشف عن المنشطات على العينات المأخوذة من المشاركين في منافسات الفروسية نظرا لإقامة منافسات الفروسية في هونج كونج. ويتوقع المنظمون أن يشهد كل يوم اختبار نحو 200 عينة نظرا لأن القواعد الجديدة والتي ستطبق خلال أولمبياد بكين قد تخضع اللاعب الواحد لأكثر من اختبار للكشف عن المنشطات في اليوم الواحد. وإذا غاب أي لاعب عن اختبارين منفصلين للكشف عن المنشطات خلال الدورة أو غاب عن اختبار واحد مع غيابه عن اختبارين للكشف في غضون ال 18 شهرا التي سبقت فعاليات الدورة فإنه بذلك يكون قد انتهك قواعد مكافحة المنشطات.كما يعد مجرد استحواذه على أي مادة في قائمة المواد المنشطة المحظورة انتهاكا لقواعد مكافحة المنشطات. وأقرت اللجنة الاولمبية الدولية قاعدة جديدة لحرمان من يثبت تعاطيهم المنشطات من المشاركة في الدورة الاولمبية التالية. وبدأ تطبيق تلك القاعدة من أول تموز/يوليو الماضي، ومن ثم ستطبق على الدورات الاولمبية بداية من أولمبياد فانكوفر 2010 الشتوي حيث سيمنع اللاعبون من المشاركة في الدورة الاولمبية التالية إذا فرضت عليهم عقوبات الايقاف لمدة ستة شهور على الاقل بسبب تعاطيهم المنشطات خلال السنوات الاربع التي تسبق تلك الدورة. (د ب أ)