لست مقتنعا بأهمية نقل السلطة فورا من المجلس العسكري إلي أي سلطة مدنية, وأفضل أن تكون هذه السلطة رئيسا للجمهورية منتخبا وفق دستور دائم يقره الشعب. ومع ذلك إذاكان نقل السلطة الآن هو الحل الذي سيجعل الشارع يهدأ والاعتصامات تنفض والأحداث يتوقفون عن إحراق المنشآت العامة, وانتهاء قطع الطرقات وترويع المواطنين, وما إلي ذلك من صور تعكير السلم الاهلي وتدمير الاقتصاد الوطني التي وضعت مصر في دائرة الفوضي الكاملة أمام العالم! إذاكان ذلك هو الحل, فلا بأس مطلقا, ومرحبا بعودة العسكر لثكناتهم أمس بل لاغضاضة في أن تعترف الشرطة بالهزيمة أمام بلطجية( وسط البلد)! وأن تخرج قيادات الداخلية من مبني الوزارة حاملين أكفانهم علي أيديهم! لكن ذلك ليس المستهدف طبعا من جانب المخربين الذين ينفذون خطط أعداء مصر في الداخل والخارج, ولنسأل أنفسنا: من المستفيد من الوقيعة بين الشعب والجيش أو بين الشعب والشرطة؟! وهل هذه الأجواء المشتعلة تسهم حقا في( استكمال) الثورة أو نجاحها؟! والسؤال هنا موجه للثوار الحقيقيين, ليس للإعلاميين الذين أكلوا علي مائدة مبارك وهم اليوم علي مائدة الثورة يطالبون برقبته! نحن أمام مؤامرة لإبقاء مصر فقيرة ضعيفة مفككة, مشتعلة بالصراعات الداخلية, حتي لاينطلق شعبها ليبني مجدا في ظل نموذج ديمقراطي لايريده حكام المنطقة وحرية واستغناء لاتريده أمريكا وإسرائيل. وأخيرا أقول ان الأمن ثم الامن ثم( الأمان) هي الأولويات الثلاث التي يحتاجها الوطن اليوم, ومصر بحاجة لجهازها الأمني الوطني الذي لايمكن اعادة بنائه علي مقاس الثوار في شهر أو سنة, لكن عملية التطوير بدأت ونحن لانعطيهم فرصة, ونسهم دون أن ندري مع فلول النظام السابق وأعداء مصر في اسقاط هيبة الداخلية واجتراء المجرمين واللصوص عليها لتعم الفوضي! لذلك أري ان استخدام( الخرطوش) في مواجهة من يحاولون اقتحام أقسام الشرطة والسجون ومديريات الامن والوزارة, أمر مرفوض, ولابد من استخدام الرصاص الحي! [email protected]