أعتقد أن ما جرى في ميدان التحرير في الأيام الأخيرة يستحق وقفة شاملة لإعادة تنظيم الصفوف، ووضع النقاط على الحروف، وإعادة صياغة تنظيم الاحتجاجات بشكل أكثر حضاريًا، وتوحيد الرؤى، لكشف الدخلاء على التحرير، وبين المحتجين والمعتصمين والذي شوهوا الصورة الحضارية لشباب الثورة أتصور أن صوت العقلاء يجب أن يأخذ مساحة أكبر في المرحلة المقبلة، ومن المؤكد أن من بين الشباب من يحمل رؤية لإعادة تنظيم الصفوف، يمكن من خلالها تنظيف ثوب الثورة مما علق به من غبار الدخلاء علي صفوفهم، وإلصاق التهم بشباب حملوا أكفانهم على مدى شهور الثورة الإحدى عشرة الماضية، مضحيًا من أجل مصر، وشباب تنازل عن طموحات وأحلام خاصة من أجل الصالح العام وفي مفاهيم وأسس التظاهر يكون منظمو الاحتجاجات والاعتصامات مسؤولين عن إدارة منطقة التظاهر، أو الاعتصام أوالاحتجاج، ومن هنا يقع العبء على المتظاهرين، في ترتيب البيت من الداخل لإبعاد كل الشبهات، حول مسيرة ثورة 25 يناير، ووضع حد لنيران الأقلام ومتحدثي الفضائيات والعسكر التي تُمطر شباب الثورة، والتي ما زالت خسائرهم تتزايد، بينما تتواصل مكاسب من سطوا على مكاسب الثورة من كل التيارات ولا شك أن هناك من يسحب الثورة الى منحى خطير وإلصاق تهمة الصدام المسلح بالثوار، ويود ترسيخ هذا المفهوم لأغراض خاصة، قد يكون ذلك من جهات سيادية، وربما من العسكر، أو من قوى سياسية في الساحة، ولكن المؤكد أنهم ليسوا هم من سماهم البعض ب"اللهو الخفي" لأن مثل هذا القول تسفيه لمصر وثورة شباب مصر، وأمن مصر. وأنا على يقين أن الأمن والمخابرات العسكرية لديهم معلومات وتفاصيل دقيقة حول الأحداث الأخيرة، وسؤالي لماذا لم يتم تقديم المتهمين عن تلك الأحداث، لفض هذا اللغو الذي يملأ الشارع والفضائيات؟ فليس من حملوا أكفانهم على أكفهم هم الذي ارتكبوا جرائم حرق تاريخ مصر، وليس هم من أثاروا الفوضى في الشارع، وليسوا هم الذين حملوا الحجارة والطوب ورشقوا الأمن بالمولوتوف ولكن المؤكد أنهم كانوا الضحايا، والذين استشهدوا في شارع الشيخ ريحان وأمام مجلسي الشعب والشورى، وفي شارع قصر العيني، وهم الذين تم سحلهم في شوارع القاهرة، وهم الذين انهالت عليهم "سكاكين أقلام الكتّاب، وسال عليهم الكثير من الحبر في صفحات الصحف، وهم الذين كانوا المتهمين على ألسنة متحدثي الفضائيات وبقدر مطالبة المتظاهرين بإعادة ترتيب الصفوف، وتكوين هيكل موحد وقيادة موحدة للثوار، والذي تأخر كثيرًا، والذي أصبح أمرًا ملحًا، وأكثر إلحاحًا، فإن القوى الأخرى مطالبة بالعمل على توافق وطني، مع قرب الانتهاء من حالة الصراع على كراسي البرلمان والتي كانت المعركة محل الصراع الرئيسي لكل القوى السياسية لتحقيق مكاسب سياسية وفي الاتجاه الآخر مطلوب من المجلس العسكري أن تكون له وقفة تقييم سريعة لإدارة الحكم في الشهور الماضية، وأن يحافظ على ما تبقى للمؤسسة العسكرية لدى الشعب المصري، لتظل المؤسسة العسكرية هي الجبل الذي يحمي شعب مصر من أعداء الأمة، وهي مطالبة بأن تتخذ الخطوات لتسريع تسليم السلطة للمدنيين، وأن تظل هي الضامن لمصر المستقبل، دون تدخل في العمل السياسي اليومي