قال تعالي في كتابه العزيز في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال وعلي هذا الأساس لا يصح أن تتخذ المساجد ومنابرها الطاهرة كأداة لبث الفتنة والفرقة في صفوف المسلمين ونشر دعاوي الجاهلية والترهيب والتعصب الأعمي لمبدأ أو فكرة أو شخص أو جماعة أو مذهب معين دون غيره. وللأسف الشديد انتهكت علي مدار عام كامل أو أكثر حرمة بيوت الله في الأرض وباتت في بعض الأحيان مسرحا للاعتصامات والاحتجاجات, وفي أحيان أخري ساحة للاشتباكات بين المؤيدين والمعارضين للمعزول, وفي ثالثة مكانا لتخزين الأسلحة, حتي المسجد الذي كان يصلي به مرسي في التجمع الخامس لم يخل من المناوشات. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل رأينا العجب العجاب طوال العام المنصرم من خطباء ينتمون للإخوان يدعون علنا للجماعة وأفكارها ويكفرون غيرهم, ويروعون الآمنين ويدعون للقتل والتخريب, وفي مرات عديدة دخل المصلون مع خطيب الفتنة وأعوانه في معارك لفظية تحولت إلي معارك بالأيدي والأحذية في بعض مساجد الريف والدلتا. واعتقد أنه آن الأوان لتطهير المساجد من أئمة الفتنة وخاصة هؤلاء الذين زرعهم الإخوان ووزيرهم السابق في بيوت الله لينشروا الأفكار الهدامة, خاصة بعد أن أثبتت التجربة العملية أن هؤلاء المتأسلمين لا يصلحون لبناء الدول ولكنهم معاول هدم وتدمير للأوطان والحضارة الإنسانية. نريد في هذه المرحلة التي اختلط فيها الحابل بالنابل والعالم والفقيه بالمدعي الآفاق أن تكون بيوت الله ومنابرها خالصة لوجه الله وليست منبرا للجماعات التكفيرية والإرهابية أو للأحزاب أو أي فصيل سياسي. نريد أن تكون الخطب والدروس في المساجد عامل جذب ومحبة وتآلف ورحمة بين المسلمين وليست عاملا للفرقة والتناحر والتشرذم والتكفير. ومما يدعو للأسي والحسرة حقا ما يتعرض له مسجد رابعة العدوية الآن من انتهاك واعتداء من قبل المتاجرين بالدين من أجل عرض الحياة الدنيا. وأقول للدكتور محمد جمعة وزير الأوقاف الجديد.. طهروا بيوت الله من شيوخ الفتنة, ليعود الخطاب الديني مرة أخري لتعاليم الإسلام الصحيحة التي تدعو إلي التسامح والرحمة ونبذ العنف.